سنة سابعة «دافوس» .. الأردن بيت هادىء في حي مضطرب


هذه هي المرة السابعة التي يحتضن الأردن فيها أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي كموطن ثان له , لكنها مرة فريدة
 ومميزة. فريدة لأن المنتدى يصر على دعوة نخب العالم المالي والسياسي الى بلد يؤمن بإستقراره ويؤكد على أنه المكان الأنسب لعقد مثل هذا الاجتماع الدولي الهام.

هذه إجابة على تساؤلات من الخارج حول الأردن البيت الهاديء في حي مضطرب وهي في ذات الوقت إجابة على تساؤلات بعضنا عن الصورة التي يرانا فيها العالم ولا نراها نحن .
مرة جديدة ينعقد المنتدى في الاردن في ظل الربيع العربي , ومرة مميزة لأنها توفر منبرا حرا لكل الأراء التي تريد أن تقترب من المنطقة في أحداثها ومن كل الأصوات التي تنبعث منها ومميزة أيضا لأنها ستمنح العالم فرصة لنظرة موضوعية لآمال وتطلعات أبنائها. ثمة رسالة مهمة يريد الأردن أن يرسلها بعقد هذا اللقاء الأممي الفريد على أرضه., فالأردن الذي يستطيع أن يوفر منبرا للتعددية الدولية التي تعكسها النخب والقيادات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والشعبية المشاركة , قد حسم سلفا مقدرته على إحتضان التعددية التي يتميز بها في أجواء من الحوار البناء والتسامح والتشابك لتحقيق الإصلاح والتنمية وتكافؤ الفرص بين جميع ابنائه في دولة مدنية معاصرة .
في كل مرة ينعقد فيها المنتدى بالأردن نعود لنذكر أنه عندما ذهب الأردن إلى دافوس أول مرة ، ذهب كنموذج يروض نمر الإصلاحات السياسية والاقتصادية ومن على منبر المنتدى في موطنه الأصلي أعلن الملك مبكرا إيمانه بأن الإصلاح الحقيقي يجب أن ينطلق من داخل المنطقة وتحديدا من المعنيين به وهم الشعوب العربية، فتقدم الشرق الأوسط يبدأ من داخل أوطانه.

ما هي العبرة من عقد المنتدى في الاردن رغم الجوار الملتهب , لأن في الأردن قيادة فذة ولأنه قصة نجاح ينظر بثقة الى المستقبل ولأنه مكان مناسب لبناء وإطلاق قيم العدال والتسامح. فالأردن بات موطنا ثانيا للمنتدى وقد كان تخلى عن نخبويته في أعلى قمم العالم بدافوس في جبال الألب لينزل الى أخفض بقعة في العالم في البحر الميت وفيما بين المسافتين الشاسعتين يتوسع ليضم رجال أعمال صغارا في بلدان نامية والعربية منها جنبا الى جنب مع رجال أعمال كبار وشركات عالمية.
 
لقد آن الاوان لحديث جاد عن أفاق الاستثمار فلنتجاوز عن الكلام الممل الذي نجلد فيه أنفسنا صباح مساء .
لقد برز الاردن في المنتدى الاقتصادي العالمي كقصة نجاح ينطر بثقة الى المستقبل بفضل اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية جعلته نموذجا متقدما في منطقة لم تستقر منذ خمسة عقود .

المنتدى اختار الأردن لعقد دوراته الموسعة الى جوار موطنه بدافوس في سويسرا والفكرة جلب روح دافوس الى الشرق الأوسط ليجمع سنويا نخب العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 هذا المنتدى يوفر المنبر المناسب لمخاطبة النخب ومن خلفهم ملايين الناس حول العالم وهو فرصة مناسبة للقطاع الخاص الأردني والعربي لعرض إنجازاته وتقديم خططه واقتراحاته لمشاريع مشتركة مع كبريات الشركات العالمية في فرصة ثمينة قد يحتاج القطاع الخاص الأردني إلى سنوات لبلوغها خصوصا عندما يجلس قادته في مواجهة قادة كبار الشركات العالمية . 
هو حدث كبير ومهم في توقيته ومحاوره , فمن حيث التوقيت يأتي في ظل تحولات بالغة الأهمية اقتصاديا وسياسيا فنخب العالم سيأتون الى منطقة الربيع والصوت العربي سيكون حاضرا وبقوة في هذا المنبر وسيكون في مركز دائرة الضوء , أليس في ذلك فرصة ثمينة . 
على المستوى السياسي و الاقتصادي , العالم العربي يمر بتحولات مثيرة أيضا , ان على مستوى الإصلاحات السياسية والاقتصادية والحاجة الى تغييرات تطلق التنمية من عقالها أوعلى مستوى ترجمة كل أهداف الحراك على إمتداد الوطن العربي الى فوائد يجنيها الشباب .

أهمية المنتدى في أعضائه ونوعية المؤسسات المشاركة فيه وحجمها، فهي من نخب السياسة والإقتصاد ، ما يتيح فرصة ثمينة بالنسبة للأردن وللدول العربية لإعتلاء هذا المنبر الحواري الأكبر من نوعه .. 
بالنسبة للأردن سيكون وطيلة فترة انعقاد المنتدى في مركز دائرة الضوء العالمي وهي 
فرصة يجب أن تستثمر في تعميم أنموذجه الإصلاحي وهو اليوم أحد أهم الاولويات لكن المفهوم الشامل للاصلاح هو الذي لا يقيد نفسه بجزئية السياسة على اهميتها لكنه جسد متكامل يضم التعليم والقضاء والاقتصاد والإعلام
يلعب المنتدى دور مهم في صياغة السياسات الاقتصادية والمبادرات الاجتماعية والسياسية ، ومن هنا يأتي التركيز الذي يوليه جلالته للمشاركة في أعماله فجلالته من أبرز القادة الذين يحرص المنتدى على مشاركتهم لما يتمتع به جلالته من رؤية ثاقبة لمستقبل المنطقة واستقرارها وتنميتها وطرق التعامل مع التحديات التي يواجهها العالم.

 بالنسبة للأردن المكاسب التي يحققها متعددة أقلها أن يكون في مركز دائرة الضوء العالمية على مدى أيام انعقاد المنتدى , كما يشكل وجود هذا العدد الكبير من قادة الأعمال العالميين ورؤساء شركات عالمية كبرى وقادة سياسيين ومفكرين وقادة إعلام , فرصة يعرض الأردن فيها إمكانياته وقدراته كموقع استثماري تنطوي الفرص فيه على حوافز ملائمة , وفي الجانب الآخر هي مناسبة ثمينة لا تقدر بالنسبة لكثير من رجال الأعمال الأردنيين للاحتكاك بشخصيات اقتصادية في فرصة لا تتوفر في أي اجتماع مماثل ولا على المستوى الثنائي .