سقوط المجدار...! وتجلياته في منصة (الحيدوزة)
هاي البداية..... وما زال.... ما زال
المتكأ: (الحيدوزة)... من ألوان الزجل في مغربنا بل (تغريبتنا) محكية المدافيء أيام صبانا، والكبار يقطعون ليل الشتاء الممض الطويل، وسني يوسف، في القص من تغريبة بني هلال، والكل صمتٌ، إلا واحد وبعض الولولات والخوف على (أبو زيد الهلالي) (من لطمةٍ على باب تونس).... وها هي اليوم تلطم أبن الأكرمين !!!..... لا زالت هاتيك الأيام من السمر تشنف كما يقول إخوة المغرب (وداني).... وكانت الرأس مني تتدلى من على مطوى الفراش وخبيئه (الشيح والقيصوم) في مشاتي (بنو العلات وبنو الأخياف) في مضاربهم أبو ردينه، وأبو العسعس، وعين سلمان، والزجيبة، من رساتيق مادبا ودشرها، ولا زالت عيناي في مرآها : مبارك إبلهم وأعطان أغنامهم ...... غريبة هاته الجغرافيا.... مثلما اغرابي اللفظة (الحيدوزة) هاهي تعج في جنباتي عندما كنت دارساً في أرض تونس الخضراء بل (إفريّقية) سمعتها من الملحن الشعبي في سيدي بوسعيد مغناة قرطاج بل ووشوشة المتوسط ....سيدي بوسعيد معروفةٌ بهريسها (الشطة) تراودك من خلف صفائحها، والأشهى، عندما تأكلها مع (اللبلابي أو الكفتاجي ) ما أحيلاها من صباحات ... سمعتها في ساحة الفنا (مراكش) مع مُرقِص الثعابين، والحكواتي، وهو يتلو على مسامع العامة والدهماء : تغريبة بني هلال، ويحذر (ابو زيد...) من (لطمة على باب تونس) فقلت في نفسي: ما الذي جمع بين محمد السلمان؟ في أبو رديني – مادبا – والحكواتي في مراكش.....إنها اوجاع المصابين يا مولاي من طول ليل الدكتاتوريات في جغرافيتنا ....واللحن واحد: هاي البداية ....وما زال...... ما زال.
تشاقق( ألدحية ) في بلدي مع فارق الموضوع والتوجه، ذلك انها (الحيدوزة) وجع الجياع وأوصاب المهانين، من سوط السياسة وخطابها المرتهن، الذي يُغالب فيه حديث (القيصر اللقيط وابن الأرض الشرعي) كما عبر عنها ديستويفسكي في روايته.......تعانق موسيقى المرسلياز التي تسوق العسكر الفرنسي للحرب، على إيقاع (ENAVANT) .
مفارقةٌ بين ألحان الثوار وكلمات الأجلاب .....(جلايبك يوم المبيع انت تشتري وحنا ما نبيع)... (سذاجة الدهماء وغفلهم ومخاتلة السياسي العفن) وأما المجدار(المرياب أو ارّياب أو ألفزاعة) عرائس من القماش محشوةٌ بالقش يخاتل بها الفلاحون من بلدي، الطير ليمنعوه رزقه، والسعي على فراخه، من أن يهجم على مقاثيهم (حقولهم)، ولكي لا يسعى في خرابها، مثلما يفعل الغرب في سعاة السياسة، في جغرافيتنا ومهما طالت المخاتلة إلا أن فضول طائر الدوري، وعلى رتابة حجمه الذي لا يكبر مغناة فيروز (دارا دوري فينا ...تا يكبر الدوري ويحمر القرميد) ،إلا ان نقرة منه(CLIC) على رأس هذا التمثال ورغم إصرار الفلاح على مخاتلته وممانعته، إلا أن الدوري بقي مصراً على فضوله وتدافعه نحو لقمة عيشه تبين فيها رشد محاولته من مساحة فضوله فما هي إلا نقرة واحدة فوجده (هيكلاً من القش) وامعاناً في الغواية، وضع بيوضه في رأسه مثلما يصر إخوة تونس، أن ينقّبوا في أثار الدكتاتور ويضعون حرائر أفكارهم في أعز امنية رأسه (محط أمانيه) مثلما فعلتها من قبل فأس فضول جزائري عندما حارجه الفضول ليكتشف خبيء مقامٍ ما، عبده الناس واستسقوا به الغمام عهوداً طويلة مثلما هو فقيه السلطة إلا انه وجد نزيله عظام كلبٍ فرنسي، فخابت دعوات المستسقيين به، حتى الباحثات عن الولد في زمن العقم فاختلف الحرث مع مأتاه .
إلى الذين ما زالوا يستسقون ببركة عمامته، واللواتي يبحثن عن الولد في زمن العقم، ببركته والى الذين ينشدون حلولهم في عفن السياسي التالد!؟ أقول لهم : إن كثيراً من نزلائكم لا تعدوا مقاماتٌ، دفائنها عظام كلبٍ لمُعَمّرٍ غربي وللذين يستسقون ببركة الشيخ أناديهم أن أذهبوا، واستسقوا، راصدنا الجوي ذلك الطائر الصغير الذي يدرج في مهاوي خرائبنا (فعنده الخبر اليقين) (القرقز) فهو بطهره وعجيبة خلقه واستشعاره وعظيم فطنته، أطهر بكثيرٍ من ألأيادي التي أكلت السحت من على موائد ما استبقاه السياسي من عفن أو.... بعد ذلك ترتفع أكفكم ....تستسقون الغمام؟!.....وسقط المجدار بفضول نقرة بغاث الطير وبرأسٍ فُلَّ حديدها من صدأ الأيام ويقين الدهماء....
فهلا لقومي، أن ينشدوا مع إخوة تونس (الحيدوزة)......... وهاي البداية...... وما زال..... ما زال.
الدكتور بسام الهلول dr.alhloul@hotmail.com