أنقذوا الإسلام من هذه الجرائم والفتن


يهرب المواطن العربي من سماع الأخبار فلا شيء يشاهده أو يسمعه من النشرات والندوات والتعليقات غير الجثث وسقوط القنابل على الأحياء والمدن ومشاهد اللاجئين ومآسيهم الإنسانية ، أما الأخبار المخففة او الأقل أهمية فقد أصبحت انفجار السيارات في الأسواق والمساجد وبين حشود الرجال والنساء والأطفال الذين يسعون لشراء لقمة العيش في امكنة البيع او عند ذهابهم إلى العمل والمدارس ، والأخبار المسلية أصبحت قمع مظاهرة او فض اشتباك بين سلفيين وإسلاميين من جهة وبين ثوريين وعلمانيين . 

وما يغيظك ويشعل نار الغضب خلف ضلوع صدرك ان كل هذا الذي يجري يتم تحت عنوان الاسلام ، فكل جريمة بالقنابل او بالذبح بالسكاكين او بنسف المساجد تنسب إلى الصراع بين سنـّة وشيعة او بين ايران الشيعية وبين دول عربية سنية ، فالكل منغمس في ( حروب مقدسة ) تزعم أنها تجري بين مذاهب وطوائف الدين الإسلامي بينما هي حروب على كراسي الحكم وعلى كيفية استعباد الناس . ولم يعد خافيا ان المذابح الجماعية أصبحت سلوكا عند دول وجماعات وأنها تلقى التأييد من العامة من الناس الذين يتحولون إلى أدوات لإشعال نيران الحقد والكراهية بين صفوف الشعب الواحد وأبناء المدينة الواحدة ، ومرة أخرى يتم ذلك تحت عناوين الدين الإسلامي ومذاهبه وهذه هي الطامة الكبرى بل هي جريمة الجرائم . 

ألا يوجد لهذا الدين من يخلصه من هؤلاء الذين بأفعالهم وفتاويهم وحروبهم المشحونة بالفتن يسيئون كل مطلع نهار وفي نهايته إلى هذا الدين السمح الذي ضرب به المثل في الاعتدال والتسامح والاعتراف بالأديان الأخرى ، فإذا بهذا الزمان يأتي من لا يقبل التسامح والتعايش بين المذاهب الإسلامية ويحلل سفك دماء الناس في الشوارع والبيوت بزعم تطهير الأرض من الكافرين او من الإرهابيين . 

الدين الإسلامي اليوم بحاجة إلى إنقاذ ، وليس صحيحا أننا نعيش في صحوة إسلامية ، ان هذا العالم العربي ومعه باكستان وأفغانستان وإيران يعيش زمن إيقاظ الفتن واشعال الحروب وزرع الكراهية بين الشعوب وداخل نسيجها الاجتماعي الوطني ، وهي حروب ليست من اجل تحرير القدس والمسجد الأقصى ولكنها لكي يقتل الناس بعضهم بعضا داخل المدن والأحياء وفي المساجد، وبين الجار وجاره . إلى ان أصبحت دار الاسلام داراً تفيض بمخيمات اللاجئين بل لا يوجد لاجئون في الكرة الأرضية الا في الدول العربية والاسلامية وفيها عدادات احصاء الضحايا اليوميين لا تتوقف حتى حق فيها القول بانها دار البؤس والخوف والشقاء وموطن الاستعباد والقهر. 

يحتاج الاسلام إلى إنقاذ لدرء كل هذه الجرائم عنه والتي ترتكب باسمه . فالله لم يرسل نبيه وينزل كتابه على الأمة وعلى العالمين من اجل ان يزرع الموت والفتنة والشقاء بين صفوف المؤمنين وغير المؤمنين إنما هو كتاب من رب رحيم فيه الخير والمحبة والرحمة للبشر أجمعين ، ويقول تعالى « ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر» ويقول الرسول « البر شيء هين ، وجه طليق وكلام لين « واليوم نرى من يرى في الذبح براً وفي الفتنة ترخيصا بالقتل على الهوية الطائفية !!
نعتب على علماء المسلمين من الأزهر الشريف إلى حوزات النجف وكربلاء إلى علماء المسجد الحرام والمسجد النبوي الذين يتطلب إنقاذ الاسلام وتصديهم بصوت واحد وصف واحد لانقاذ الدين مما يلصق به من فتن وجرائم .