الشعب يغلي والحكومة غائبة


راتب عبابنه
ما جرى بالمركز الثقافي الملكي من بلطجة من قبل دبلوماسيين عراقيين واعتداء على مواطنين أردنيين، أشبه ما يكون بزعران لا يمتثلون للقانون. لقد كان هذا التصرف الهمجي من قبل مجموعة من العراقيين المنتمين لإيران الصفوية التي تحاول الإستقواء على السنة أينما وجدوا. ووصفهم بالديبلماسيين بعد الآن والتذرع بالأخوة والعروبة والجيرة والضيافة الأردنية وبلد الهاشميين يعني الإستكانة والتخاذل وطأطأة الرؤوس أمام أناس يفترض أنهم يتحلون بالأخلاق الدبلماسية والكياسة في التعامل ولو بأدنى درجاتها وهم في دولة يفترض أنها تحترم وتقدرمواطنيها وتذود عنهم، لكن على ما يبدو أن هذا الأفتراض لم يعد مستساغا بعد أن رأينا ما رأيناه من استهتار واستصغار للأردنيين ودولتهم ورأس نظامهم.
لغاية الآن لم يخرج علينا مسؤول ليوضح بشكل شاف حيثيات ما جرى ثم الرد بشدة وقوة. دولة النسور منشغل بكيفية رفع الأسعار والظهور على شاشات الفضائيات لتهديد وإرعاب الناس بالإفلاس وصواريخ الباتريوت التي فرضت وجودها أمريكا ثم طلع علينا ليؤكد حاجة الأردن لوجودها وهو بذلك ينسب لنفسه ما ليس من إرادته وليس بطلب من الدولة الأردنية. وزير الخارجية يرى من نفسه أكبر وأرفع من أن يخوض بهكذا شأن يتعلق بكرامة أبناء وطنه وهو الملقب بقائد الدبلوماسية الأردنية بعدة حكومات. وزير الداخلية منشغل مع مدير الأمن العام بخصوص إحالة بعض ضباط الأمن على التقاعد مؤخرا. هل تدخل وزير الداخلية بصلاحياته عندما كان مديرا للأمن العام؟؟
إعتداء هؤلاء الحاقدين على المواطن الأردني المحامي زياد النجداوي وغيره هو تعبير عن مدى غلهم وحقدهم عليه النابع من كراهيتهم لصدام وسنيته ومن دفاع النجداوي عن بطل لن ينساه أحرار الأردن والعالم وسيبقوا دائمي التذكر له لأن مجرد ذكر إسم "صدام" يفعّل النخوة والرجولة لدى محبيه شاء من شاء وأبى من أبى، رضي العراقيون أم لم يرضوا، رضيت دولتنا أما لم ترضى. لقد قدم لنا صدام ما لم تقدمه لنا حكوماتنا، احترمنا صدام بالوقت الذي كانت وما تزال حكومانتا تتعامل معنا وكأننا لا نمت للبشر بصلة.
لقد انطبق عليهم المثل القائل: ضيف وبيده سيف، فلم يحترموا قواعد الضيافة والمضيفين والأصول والأخلاق العربية ولم يمتثلوا للأعراف والقواعد الديبلوماسية التي تقتضي احترام البلد المضيف وأهله واللجوء للأمن والقضاء والقنوات الديبلوماسية للوصول لتفاهم بمثل هذه الحالة. الكرة الآن بمرمى الدولة الأردنية لتبرهن لنا وللعراقيين والعالم أن كرامة الأردني خط أحمر, وإن كان ليس بمقدورها فعل ذلك فلتترك الشعب الأردني أن يسترد كرامته ويستعيد حقه بالطريقة التي يراها مناسبة.
الحكومة برئيسها ووزير خارجيتها وداخليتها مطالبون بالتوضيح والرد القاسي والطلب من دولة العراق إغلاق سفارتها لإشعار آخر مع استبدال كل الطاقم العامل بها. أما سلوك نهج النعامة فلن يحصّل لنا حقا ولن يكسبنا احتراما ولن يأتي بعرفان بفضل. ونؤكد أن اعتذار العراق عما حصل غير كاف. كما نؤكد أن لو عراقيا تم الأعتداء عليه بدولة ما بزمن عراق المرحوم الشهيد البطل صدام حسين لشن حربا على تلك الدولة لاستعادة كرامة مواطنه. الإكتفاء بقبول الإعتذار يعني أن رضا العراق والتستر على مرتزقة السفارة أهم من أن تهدر كرامة الأردني داخل وطنه من أناس يفترض أن يتحلوا بآداب الضيافة ويمارسوا أبسط الأعراف التي تقتضيها الديبلوماسية بين الدول.
فانهضوا من سباتكم الذي طال أيها المعنيون، إنهضوا قبل وقوع الفأس بالرأس ونحن نرى الأزمات تتفاقم والمنغصات تتكاثر وأنتم ما زلتم تسوسونا بلغة وأدوات عفى عليها الزمن ولم ترتقوا بعد لمستوى المسؤولية التي أقسمتم على تنفيذها.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com