المحافل المتوارية


ثمة محافل وقوى ومراكز وجماعات متوارية او خلف الكواليس، تشكل شبكة من القوى الفاعلة والمؤثرة في المشهد العالمي في كل حقوله: السياسية والاعلامية والاقتصادية والثقافية. وهي الاكثر اهتماما بالعوالم المحجوبة والحفريات السيكولوجية والاجتماعية، ولديها ماكينات اعلامية وايديولوجية لديها مهمة واحدة هي السخرية من فكرة المؤامرة لتمرير مؤامراتها..

وقد تضافرت ظروف عديدة لنشأة هذه القوى على امتداد القرون والحروب والتطورات العالمية...

وتضم هذه الشبكة خليطا من الجماعات والادوات، من مطابخ اليهودية العالمية الى الاخويات ومحافلها، الزرقاء والبيضاء، الى الاسلام الامريكي والبريطاني، الناعم والخشن التكفيري، الى اوساط ليبرالية، الى منابر إعلامية ومدارس ثقافية تجمعها كلها فلسفة الربا والبورصات والمصالح الرأسمالية الكبرى:-
1- على الصعيد الاقتصادي- ابرز هذه المحافل البنك وصندوق النقد الدولي وشبكات بريتون وودز التي جعلت من الدولار الامريكي طاغوت الرأسمالية الاول، ولا تزال تعيد إنتاج تبعية العالم الثالث للمراكز الرأسمالية.

وبالاضافة لما جاء في كتاب (القاتل الاقتصادي) ولدور البورصات، فإن هذه المحافل تحاول دائما السيطرة على وزارات التخطيط في العالم.
2- على الصعيد السياسي: بالاضافة لعشرات المراكز التي تطبخ السياسات الدولية، فإن معهد واشنطن (يسيطر عليه الايباك اليهودي) هو الابرز على هذا الصعيد وبات يلعب دورا متزايدا في السيطرة على وزارات الخارجية في العالم.
3- على الصعيد الاعلامي فإن امبراطورية مردوخ اليهودية هي الابرز ولها اقنعة عديدة منها فضائيات وصحف ووكالات ومواقع عربية مشهورة.

4- على صعيد التأويلات والتوظيفات الدينية وبالاضافة للقوى التقليدية المعروفة يتلازم اليوم نشاط الجماعات الوهابية مع نشاط فرسان مالطه ورأينا التوقيت نفسه لإزاحة المعتدلين، البوطي مثلا على يد القاعدة، والبابا السابق على يد فرسان مالطه.

5- على الصعيد المعرفي والايديولوجي والثقافي، يتراوح دور المحافل المتوارية بين مدارس الاستشراق الجديد والتغريب وتحويل الحداثة الى هذيان معرفي ومحاولات التأصيل اليهودي للمسيحية (كما في اعمال دان براون) كما تتراوح ادوات ذلك بين بعض مدارس ما بعد الحداثة والتفكيكية واقنعة وادوات شراء المثقفين ورشوتهم مثل جوائز النفط العالمي (نوبل التي تعود الى نفط اذربيجان، وجائزة بيجاسوس وشركة موبيل الامريكية.. الخ) وجوائز تخضع لمطابخ يهودية مثل البوكر في طبعاتها المختلفة. وكما لاحظ المفكر البريطاني، ايغلتون، فقد تم اختراق مدارس فلسفية وادبية وجامعات معروفة مثل فرانكفورت وفيينا وهارفارد وييل وغيرها.

6- واخيرا، اختراق المجتمع المدني عبر جماعات التمويل الاجنبي التي تعمل باسم مراكز دراسات حقوق الانسان والاعلام المجتمعي كما تم اختراق الحراكات الشبابية عبر منظمة (الاوتبور) واكاديمية التغيير، والتي تتلقى تمويلا معروفا من منظمة المجتمع المفتوح لليهودي سوروس والمنظمات الامريكية (نيد – فريدوم هاوس- المعهد الديمقراطي والجمهوري – فورد فاونديشن) وعشرات المنظمات الالمانية والفرنسية والنرويجية والبريطانية.