حاكموا السفير العراقي في عمان وحرسه


خالد ابو الخير
حرس السفير العراقي في عمان جواد عباس الذين اعتدوا بالضرب المبرح والوحشي على ثلة من النشطاء السياسيين الاردنيين الذين هتفوا للرئيس الراحل صدام حسين إبان حضورهم مؤتمراً عن المقابر الجماعية ، بدعوة من السفارة، ضربوا بكل أساسيات العمل الدبلوماسي والبروتكولي وأسس الضيافة، واظهروا جانبا من الوحشية والتعصب الأعمى ضد ابناء شعبنا، و على ارضنا وبين ظهرانينا بل وفي مركزنا الثقافي.
حادثة الضرب هذه لا ينبغي أن تمر، ولا يمكن لها ان تمر بسهولة، فأية أعراف دبلوماسية تلك التي تسمح للضيف بضرب صاحب البيت، حتى لو لم يعجبه رأيه او موقفه، ومن أين واتت الجرأة أولئك المدججين بالعضلات والتعصب والعمى لينهالوا ضربا على مجموعة من أبناء الاردن، فيوصلون عددا منهم الى المستشفيات.
هناك تسجيل على يوتيوب يسجل الحادثة وهناك شهود عيان، والجناة معروفون بالسحنة والاسم، وينبغي اعتقالهم وإيداعهم القضاء، كما ينبغي إقامة دعوة على السفير نفسه، الذي يأتمر هؤلاء بآمره.
حتى في زمن صدام حسين الذي يسيء له الآن اولئك الذين جاءوا الى السلطة في بغداد على متن الدبابات الاميركية واستمروا بالحكم بدعم من الرفعة الإيرانية، لم نر أي تجاوز على الأعراف والأسس الدبلوماسية السليمة لا في عمان او غيرها، بل ان معظم الدبلوماسيين العراقيين وحرس السفارات آنذاك، كانوا يتسمون بالتهذيب والرقي، فمن أين جاء هؤلاء؟.
نعم.. المؤتمر الذي دعيت إليه الشخصيات الأردنية في يوم الشهيد كان عن المقابر الجماعية التي ما يزال الحاكمون بأمرهم في بغداد يقولون إن نظام صدام حسين ارتكبها ضد عراقيين، وأريد ان اسالهم قبل ان نحاكم الماضي القريب، لنحاكم الحاضر غير الزاهر الذي صنعتموه بايديكم: كم من مقبرة جماعية، وكم من عراقي قتل نتيجة سياساتكم التي ما تزال تثمر حتى الان قتلى ومقابر وسجناء وثكالى؟.
كل التاييد للاعتصام القائم الان امام السفارة العراقية، وهو اعتصام حضاري وراقي يشكل الرد الحاسم والبليغ على تلك التصرفات الهمجية.