الصراع على السلطة في سورية



من الكتب المتداولة حول سورية كمرجعيات عند الباحثين والدبلوماسيين الاجانب كتب باتريك سيل وروبرت فسك وبشير فنصه ومنيف الرزاز ومطاع الصفدي وسامي الجندي ونبيل شويري وسعد جمعه ونيقولاس فان دام وهيكل وغيرهم..
وقد لاحظت في الدراسات والتقارير الدارجة هذه الايام، عودة او اهتماما بكتاب فان دام، فماذا عنه:

1 - نيقولاس فان دام هو سفير هولندا السابق في القاهرة والكتاب نفسه صادر عن دار مدبولي القاهرية عام 1995.

2 - يقع الكتاب تحت تأثير الدراسات التي تهتم بالانقسامات الطائفية والجهوية ودورها في الصراعات، وتشتق من ذلك حلولا من هذه الطينة كما فعل واحد من اركان جماعات التمويل الاجنبي، سعد الدين ابراهيم (الملل والنحل في الوطن العربي).

3 - يبدأ الكتاب مع الانقلابات العسكرية الاولى وظلالها الكردية (حسني الزعيم وسامي الحناوي) الى الوحدة مع مصر ثم الانفصال ثم البعث في السلطة
.

4 - يرى الصراع داخل البعث نفسه من خلال الثلاثي (السني – العلوي – الدرزي) حتى انه يعيد قصف حماة 1964 من قبل الضابط (الدرزي) حمد عبيد الى ثأر الدروز من (ضباط حماه) الذين قصفوا السويداء 1952.
5 - في تعاقب الاحداث يسلط الضوء على ظاهرتين ابتداء، هما دور ضباط دمشق (السنة) في الانفصال عن مصر 1961، ودور اللجنة العسكرية لحزب البعث التي رفضت قرار القيادة القومية حل البعث ابان الوحدة المصرية – السورية ويقسمها بين العلويين (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الاسد) والاسماعيليين عبدالكريم الجندي واحمد المير والدروز (سليم حاطوم وحمد عبيد) والسنة (امين الحافظ واحمد سويداني ومحمد رباح الطويل وموسى الزعبي ومصطفى الحاج).

6 - يذهب الى أن البعثيين (من كل الطوائف) تحالفوا لإقصاء ضباط دمشق الذين قادوا الانفصال ثم بدأ الصراع بينهم فيما كان الضباط الدروز ينتقلون من تحالف الى تحالف، مرة مع القيادة القومية ومرة مع (اليسار) في اللجنة العسكرية.

7 - بعد نجاح هذا (اليسار) في اقصاء (القيادة القومية) 1966 دخل حاطوم والضباط الدروز في صراع مع صلاح جديد والاسد، وهرب بعد فشل الانقلاب وعاد متسللا بعد هزيمة حزيران 1967 إلا انه اعتقل واعدم، فانتقل الصراع بين صلاح جديد والاسد الذي انتهى لصالح الاخير 1970.
8 - يلاحظ الكتاب أن الاسد اسس سياسته على توازنات دقيقة بين البعث وغرفة تجارة دمشق وحلب السنية وكذلك على الصعيد العربي والدولي، كما أشار لاجهزته واتهمها باغتيال الضابط العلوي الكبير، محمد عمران في طرابلس الذي كان، حسب الكتاب، من دعاة الفاطمية.
9 - بعد توقيع السادات الاتفاقية الاولى مع (اسرائيل) شن حملة على سورية ترافقت مع اتهامات دمشق لجماعات اسلامية بتنفيذ سلسلة اغتيالات من تداعياتها ما جرى لاحقا في تدمر وحماه (اغتيال مقربين من الاسد من العلويين امثال رئيس جامعة دمشق، محمد فاضل 1977 ونقيب اطباء الاسنان، ومذبحة تلاميذ مدرسة المدفعية (علويون وغيرهم) 1979 ومحاولة اغتيال الاسد 1980 ثم قيام شقيقه بالاشراف على قتل سجناء في تدمر واقتحام حماه وقصفها ومقتل وتشريد الالاف بسبب ذلك.

10 - وقد ترك الكاتب هجوم (اسرائيل) الواسع على لبنان والجيش السوري في البقاع 1982، معلقا بين توظيف الازمة السورية والتدخل المباشر بعد تجاوز دمشق لازمتها.

11 - فيما يخص التمثيل الطائفي أرفق الكاتب العديد من الملاحق والاحصائيات لفترات سبقت البعث وحتى عام 1995 ففي الجدول (4) حول التمثيل الطائفي في الوزارات نقرأ أن السنة انتقلوا من 256 وزيرا خلال السنوات (1931- 1965) الى 54 (1966-1969) الى 361 (1976-1995) وان العلويين انتقلوا من 8 الى 1 الى 44 (خلال الفترات السابقة) وان الدروز انتقلوا من 9 الى 2 الى 18 وان المسيحيين انتقلوا من 38 الى 13 الى 28.

اما الشيعة فقد نالوا حقيبة واحدة وفيما يخص الخلفية الطائفية للضباط في القيادة القطرية نقرأ في الجدول (6) ان السنة انتقلوا من 7 ضباط خلال الفترة (1963-1966) الى 8 خلال الفترة (1966-1970) الى 13 عام 1995 وان العلويين انتقلوا من 6 الى 8 الى 10 خلال الفترة السابقة. ويلاحظ أن المسيحيين شغلوا مناصب عسكرية عليا مرتين في عهد الاسد هما يوسف شكور وداود راجحة (رئيس الاركان ووزير الدفاع).