خطة الاخوان في هدم البنيان

 د. مولود رقيبات.
الشعارات المستهلكة التي تستخدمها جماعة الاخوان المسلمين في الاردن في خطابها السياسي ومسيراتها الضبابية على مدى اكثر من عامين لا يمكن فهمها وادراجها فقط في باب الخلاف السياسي مع الدولة الاردنية والارادة الشعبية التي آمنت وتؤمن بالقيادة والنظام القائم في الاردن فحسب ، بل هي حلقة في خطة مريبة ومشبوهة تستهدف هدم البناء الاردني الذي عمل الاردنيون بقيادتهم الهاشمية على التأسيس له وتشييده على مدى اكثر من تسعين عاما، كما وتندرج في محاولة تحطيم البنيان والنسيج الوطني الاردني وعرقلة مسيرة الاصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من اجل تحقيق الاستقرار للوطن والمواطن. وتهدف الجماعة من خلال ممارساتها الى اثارة الفتنة ودب الفوضى والغوغاء في البلد وليس فقط ، وانما الى نسف فكرة الدولة الاردنية بالكامل ، وهذا ليس بغريب على الجماعة التي تنتمي الى التنظيم الاخواني العالمي الذي لا يؤمن اصلا بالدولة القومية ولا بفكرة الدولة القطرية ، بل يؤمن بفكرة الامة الاسلامية التي تحطم الحدود الوطنية والتباينات الثقافية - بمعنى انهم يسعون كتنظيم الى السيطرة على المصريين والعراقيين والسوريين والاردنيين والافغان والاتراك في دولة الخلافة بقناع اسلامي مزيف ، فهذا هو الهدف المعلن للتنظيم الاخواني الدولي المشبوه ، والا كيف نفسر هجوم الجماعة على الاصلاحات في الاردن ومطالبتهم بتعديلات دستورية تفضي الى تقييد صلاحيات الملك في خطوة تصب في مجرى المؤامرة الدولية التي يعد الاخوان المسلمين احد اطرافها واللاعبين الرئيسين فيها في المنطقة وعلى الاردن تحديدا والتي تهدف بالتعاون مع قيادة التنظيم في مصر واخوان سوريا وحماس في غزة وبدعم اسرائيلي مباشر وبلا خجل او حياء الى تقويض النظام في الاردن عن طريق تعديلات دستورية وهمية تهدف الى ابقاء الملك شخصية اسمية وتخلو لهم الساحة في السيطرة على مقدرات ومؤسسات الوطن لمتابعة المسير في مشروع المؤامرة الصهيونية الاميركية في جعل الاردن الوطن البديل للفلسطينيين ( وتناست الجماعة رفض غالبية الفلسطينيين لهذا المشروع) بذريعة المنطق الديمغرافي على الارض الاردنية ، والهدف النهائي هو التخلص من قضية المطالبة بحق العودة الذي يؤرق مراكز القرار في امريكا واسرائيل ، واضفاء الشرعية على الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. من هنا نستطيع تفسير وفهم الاصرار الاخواني الصلب المنخرط في قلب المؤامرة على التشويش والاساءة لمسيرة الاصلاح في الاردن ، هذا الاصرار الذي اصبح واضحا للعيان لا يمكن تفسيره الا انه محاولة يائسة للجماعة تهدف الى العمل من خلال المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات واثارة الفوضى ظنا منهم ان ذلك سيضعف المؤسسة الامنية من خلال اشغالها بقضايا يومية تحييدها عن مهامها الرئيسية وبالتالي يصبح من السهل تنفيذ مخططهم الشيطاني وتحقيق احلامهم البعيدة المنال؟. لقد تناست قيادات التنظيم ان الاردن قلعة الصمود العربي بفضل تكاتف جميع مكوناته ونسيجه الاجتماعي ووقوفهم خلف قيادتهم لمواجهة المؤامرة والحيلولة دون تحقيق خطط الضآلين بزعزعة امن واستقرار الاردن تمهيدا لتنفيذ مؤامرتهم الشريرة باقامة الوطن البديل . الاردنيون ادركوا ومنذ زمن دور الاخوان المسلمين ومساهماتهم في تحقيق حلم اسرائيل بتحويل الاردن الى دولة فلسطينية ، وتنبه الاردنيون ومعهم قيادتهم الحكيمة الى المخطط الاخواني الشيطاني هذا وانحازوا للوطن الاردني ورموا شعارات الاممية الاسلامية والقومجية العربية جانبا للمحافظة على هويتهم الاردنية دونما تخل عن دورهم الاسلامي والقومي ، واتفقوا على بناء الاردن للاردنيين والعمل على تحرير فلسطين وطنا للفلسطينيين بعيدا عن الشعارات البراقة والبهرجة المهرجانية الاخوانية ، بالعمل الجاد لا بالخطابات والمسيرات الاخوانية المفضوحة ، وصمم الاردنيون ومعهم الفلسطينيون على ان لا بديل لفلسطين الا فلسطين وان الاردن سيظل وطن الجميع بقيادته الهاشمية بلد الرباط والمرابطة يسعى بامكاناته الى تحقيق الامن والاستقرار لشعبه وضيوفه يفوت الفرصة على كل الطامعين بالنيل من قوته وعزيمته و الساعين الى هدم البنيان ليشيد بنيانا مرصوصا وشعبا لا يقبل المؤامرة ويرفض خطةالاخوان في هدم البنيان الراسخ .