لعن الله من أيقظها !

كثيرا ما كنت اتسائل عن أسباب قيام نواب "أردنيون " بالمطالبة بالغاء مقاعد ابناء العسكريين والبادية والمناطق الأقل رعاية، باعتبارها متطلبات تقديم اوراق الاعتماد لجهات ومتنفذين ومقربين لكسب ودهم والعزف على نفس الوتر النشاز المعادي لأبناء الوطن والذين يسعون لإلغاء كل مكاسب وحقوق الاردنيين ، هي ليست مكرمات ، بل تعويض من قبل النظام من اجل معالجة اخطاء كان أبن القوات المسلحة والبادية المهمشة والمناطق الأقل رعاية وحظا والأكثر تهميشا متضررين منها و يعانون ما يعانونه جراء تلك السياسات . 
 
فظروف ابن مدينة عمان والمدن الرئيسة او المدارس الخاصة او ابناء المقتدرين تختلف عن الظروف البيئة التعليمية والاجتماعية والأقتصادية لأبناء الوطن في المؤسسة العسكرية او في مناطق لا زالت تضي بيوتها بوسائل قديمه ،
لكنها المؤامرة والفتنة ودس خناجر السموم في جسد وحدتنا الوطنية بالتطاول على حقوق ابناء الأرض ومكاسبه وحتى مؤسساته الوطنية ضمن مسلسل تهميش ابناء الوطن وسحب امتيازاتهم التي أقرت منذ عقود بسبب احوالهم الصعبه .
عندما يعلم ابن البادية وابن القرية والريف والمناطق الأقل رعاية وابناء العسكر عموما ان هناك من يطالب بالغاء حقهم بمنحهم فرص تعليمية تعوضه عما فقده جراء سياسات النظام التهميشية لمناطقهم ، فأنه لابد أن يحمل في قلبه ضغينة كنا ولازلنا نعالج أثارها منذ 40 عاما ونيف ! يحاول البعض عبثا وحقدا أن يعيدها الى السطح .
اقول هذا بمناسبة المذكرة التي تقدم بها نائب الدوايمه " الأقطش " والمتعطش للوزاره التي طالبها بالحاح دون وجل الى وزير التعليم العالي من أجل العمل على الغاء تلك المنح ،وكان ان بحثها مع الملك في لقا النواب الاخير ، معتبرا ان تلك المنح هي وراء المشاجرات على حد اعتقاده وتفكيره غير المقنع ،متناسيا ان المشاجرات بلغت كل الجامعات سواء أكانت خاصة او حكومية في الشمال او الجنوب وحتى في المدارس الثانوية نفسها .
الأقطش او غيره من المنادين بشطب حقوق ابناء الوطن يعلم علم اليقين أن لا علاقة للمشاجرات بطلبة تلك المنح ، وان المسالة تراكمية بدات منذ انهيار التعليم على يد الوزير طوقان وتدخلات مقربين في سياساتنا التعليمية وتوجيهها حسب ما تقتضية سياسات الافقار العلمي والضعف والترهلونظام الامتحانات وغيرها ،وأنها متعلقة بتدخلات الأجهزة في الجامعات ، ومتعلقة بغياب مؤسسات وطنية ديموقراطية حقيقية تؤطر لتوحيد الجسد الطلابي وتضعه امام مسئولياته الوطنية وتشغله في جوانب وطنية تخدم الوطن ،ومرتبطة أيضا بترهل وفساد وحالة البلاد وما تعانيه من ازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية ، ومتعلقة اخيرا بما يعانيه الطلبة من تحديات وخوف وقلق وتوتر حيال مستقبل مجهول بانتظارهم . 
 
النزعة الى المشاجرات تتعلق بسيكولوجية القهر والظلم الواقع على ابناء وعائلات المستفيدين من تلك المنح ،وكان الأجدى أن يتناول النواب في مطالباتهم دراسة علمية واجتماعية و " سيكولوجية " لأسباب تلك المشاجرات ومعالجة الخلل ، فعلاج عضو في الجسد لايتطلب دوما استئصاله كما يحلو للبعض ان يطالب . 
 
ادعو كل من يطالب بمثل تلك المطالب ويحث على الغاء مكاسب ابناء الوطن أن يراجع نفسه ، لأن المسالة لا تتعلق بمعالجة الخلل بالطريقة التي يقترحها البعض والتي تثير حفيظة وادانة كل شاب وشابة في القرى والأرياف والمخيمات ،ولا اعتقد أن الأقطش او غيره من أصحاب تلك المطالب " المثيرة للفتنة " عجزوا عن اقتراح حلول أخرى ، ولكنها الفتنة التي يعدون لها عبر سلسة بنود أجندة سياسية تفضي الى تهميش ابناء الوطن وتشويه صورة مؤسساته ومنجزاتها ، الم يتحدث احدهم أن قواتنا المسلحة ذهبت الى فلسطين بسلاح فارغ !! ألم يهدد احد النواب بتدمير وحرق إحدى المؤسسات الوطنية العاملة في خدمة ابناء فلسطين ومتابعة حقوقهم في العودة ! الا يجري الأن الاستعداد للتظاهر امام مؤسسة وطنية وأمنية بغية تشويه صورتها وإضعاف قوتها وتقليل هيبتها من قبل دعاة فتنة أخرين ! لكنها فتنة لعن الله من ايقظها