تزامنت انفلونزا الخنازير مع انفلونزا التغيير

 

 

 

تزامنت إنفلونزا التغيير مع الخنازير

                                                  سليم ابو محفوظ

 

 

الأوبئة المنتشرة أو المعدية تتسارع وكأنها لا تعرف الحدود والسدود...وأضيف لمعلومة القارئ أن جواز السفر غير موجود ولكن إنفلونزا الخنازير أكتشف العلماء بعد تجارب كثيرة ،على الجرذان والفيران أمصال وعقاقيرطبية  لعلاج مرضى هذا الداء المعدي ...مع إمكانية الشفاء منه بنسب عالية وبعض مصابيه قد ينتهي الأجل بهم ... في حال تأخر إكتشافه  من قبل إطباء متخصصين .

 

أما انفلونزا التغيير التي تهب رياحها علينا بصورة غير متوقعة، من دولة عربية غربية قريبة من أوروبا الديموقراطية، كان علاجها في التغيير الأخير صعب جدا ًالشفاء من هذا الداء... الذي أخذ يهز الدول والامبروطوريات المنتشرة على خارطة الوطن العربي ...لدى كثير من الدول التي تحول حكامها من رؤساء جمهوريات... ينتخب فيه الرئيس، من قبل الشعب وممثليه ولو صوريا... الى جمهوريات تورث الحكم، من الآباء للأبناء المتمرسين على الحكم الحديدي في مدارس البابا... صاحب الدبابة والمجنزرة وناقلة الجنود، وملاعب القولف والفروسية ونادي الطيران الرئاسي الذي تمرس على التدريب... الفتى الصغير الذي تفن على ركوب الخيل ومارس الفروسية... وقيادة الطائرة المقاتلة ليكون وريثا مقتدرا ًعلى التحكم بالشعوب ،كما يتحكم بالآليات القتالية... والرياضية ناسيا متناسيا... ان التوريث للملوك فقط ونحن في الوطن العربي أصبح الرئيس الذي جاء على ظهر دبابة....أخذ الرئاسة سكارسة للممات والأمثلة كثيرة وكلهم ماتو وهم رؤساء ما عدا سوار الذهب .....ترك الرئاسة  للشعب  وجرت  أنتخابات  مرة  واحدة  فقط  في السودان وعشنا الاحداث كلها...

فعجزت المعامل المخبرية والاستخبارية والأمن الرئاسي والأمن القومي... بما فيهم فدائي صدام الإنتحاريين ،عجزوا أن يجدواعلاجا لانفلونزا التغيير وكذلك العلماء النفسيين والنفعيين.. والمنتفعين  المنافقين.. أمثال أزلام  نظام  زين العابدين الذين إنضموا لثورة الشعب، بعد أن تنكروا لحقبة زين بن علي ...الذي بكى دما ً وندما ً على ما جرى له ولحقبة حكمه الحالكة والحارقة ....ولكن الشعب رفض وجود كل من له علاقة بالنظام السابق ...الذي كانت ليلى على رأسه تحكم وترسم السياسات التي جعلت ... أزلامه  مضللين له ويتم توصيله تقارير مغلوطة وكاذبة...وأعتقد أن هذه الكلمة قضت عليه.. لدى كل من أتباع الجيش والمخابرات...لأنه وصفهم بوصفهم الصحيح ...فحقدو عليه حينها  وأوصلوه معلومة مغلوطة أيضا ً.. ان أهرب بروحك، لأن قتلك وارد إذا تأخرت هنا ...فسمع الكلام وفر هاربا ً ...على أمل الرجوع بعد ما تهدأ الأوضاع ،التي جاءت بعكس التوقعات لأن الشعب  واعي، والأحزاب  والمعارضة  مقروصين  ومحروقة ٌقلوبهم.

 

الذي يصنعه الشعب إذا إنتفض ،فلا راد له إلا الله ...فالتغيير شيئ صحي إذا لم يحدث تغيير في السلوك لدى الحاكم وحسب طبيعة المرحلة ....لا إفراط كثير لحد الاستهتار ولاشدة لدرجة كتم النفس لعند طلوع الروح... لانه البس إذا حشرته بخربش ويستأسد وفعلا يصبح أسد... لان الموت حاصل بموت وبموت عدوه ...والشعوب  لا تعادى

وإذا تم عداء الشعوب فالحاكم لا سبيل له سوى طريق العابدين وسلوكها أرحم بكثير عن العدم ...

 

تونس كانت درس للعرب خاصة... وللعالم عامة

 وهكذا أرادت أمريكا بأن يكون درس العابدين مناورة حية وعلى الواقع.. ولو كانت أمريكا راضية من أداء زين العابدين وتستفيد منه لهبت بأساطيلها تنجده ...بعد أن استنجدها ورفضت النجدة لشخص مستهلك... عادى شعبه وكتم النفس على الدين والمتدينين...وسجن الحزبيين المعارضين.. وفر منه الكثير لدول الشتات ومنهم في الاردن متواجدين...إذا تطبيق القول المأثورالذي مفاده( لا تكن لينا ًفتعصر ولا قاسيا ً فتكسر)

فالوسطية خير الامور فديننا وسطي ووطننا وسط الكره الارضية ،وحجمنا وسط وطولنا وسط ، وجمالنا وسط  وفقرنا وسط  و ِغنانا وسط...وخير الأمور الوسط ..

اللهم إجعلنا من أمة الوسط آمين آمين.