تفاحة الصفدي التي ستخرج الرفاعي من الجنة

أحد الفلاسفة يقول:يستحيل أن تتحول المأساة إلى ملهاة،هذا حالنا مع حكومة الرفاعي اليوم،حيث يراد تحويل مأساة الشعب الأردني،لملهاة بعشرين دينارا فقط لا غير،لإسكاته،وتكميم خطواته،وسلبها الفاعلية الشعبية.
للأسبوع الثاني على التوالي،يخرج الشعب الأردني عن بكرة أبيه للشارع،لإسقاط ما يطلق عليها الشعب اليوم حكومة شركة دبي كابيتال،ورموزها المأزومين،بداية برئيسها،مرورا بوزير العمل،وامتدادا لكافة أعضاءها،وليس نهاية بلسانها الناطق باسمها أيمن الصفدي، هذا الأخير بات يشكل عبئ على الحكومة،كونه أضحى بمثابة حفار حفر لها ولرئيسها،بعد شلال من تصريحات غير مسؤولة متتالية،لا تراعي حساسية الشعب الأردني.
الدوار الرابع خلال الأيام الماضية،بات كما خليه نحل،هذا الأمر لم يك معروفا من ذي قبل،الأوضاع الأخيرة بدت تتفاعل ويتفاعل معها الشعب،قادت وستقود الحكومة إلى شد الأحزمة،لا بهدف العلاج،بل من أجل الحفاظ على الكراسي والامتيازات.
أزمة الرفاعي قادت إلى الأخذ برأي المستشارين،هؤلاء نصحوا الحكومة بزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين،الزيادة بمعدل عشرين دينارا تحت بند غلاء المعيشة،الغريب، أن الحكومة قبل أسابيع كانت تحلف أغلظ الأيمان جراء معاناتها من أوضاع مزرية،وعجز كبير،يمنعها من زيادة الرواتب ولو بقرش واحد،لذا قالت بعملها على ترشيد لإنفاق بهدف تخفيف عبئ العجز.
في عين السياق،كم هو غريب قول الرئيس: أن المشاكل هي "نتيجة تراكمات ليست من صنعنا"هل هذا يعفيك من المسؤولية،كون دولتكم بدلا من علاج هذه التراكمات التي تقول بها قمتم بزيادتها وتحميل وزرها على ظهر الشعب الذي هو بالنسبة لكم مجرد حقل للتجارب.وإن كان هذا صحيحا،يا ترى لما لم يتم السؤال عن الأسباب التي قادت إلى ارتفاع عجز الميزانية،وارتفاع الدين الخارجي،ومن هو المسؤول عن هذا، ولما لم يتم فتح تحقيقات مستقلة في هذا الإطار.
القضية،كما يعلم الجميع لا علاقة لها بالأسعار ولا بالرواتب،ولا بالفقوس،ولا بالخيار ولا بالدينار،ولا بالدولار،القضية من ألفها إلى يائها لها علاقة بكرامة المواطن، ،بالشعب بالأرض بالتاريخ.
الرفاعي يعلم أن مظاهرات الجمعة ليست كما مظاهرات الأسبوع الماضي،كما أنها ستختلف وتتطور في الأسبوع القادم إن بقيت الصورة،بل كما هي سوف تشتد وتتطور وقد تصل إلى ما لا تحمد عقباه.
أما الطامة الكبرى،التي أجزم أن الرفاعي يعض الأنامل عليها عظا،هي تلك التصريحات التي ما أنزل الله بها من سلطان التي قادها الصفدي مدليا بها لـ cnn حيث قال بأن المقارنة بين مظاهرات تونس والأردن كما المقارنة بين البرتقال والتفاح.
نقول له : مباشرة دون لف ولا دوران نسألك بالله،هل تعتبر هذا التصريح تصريحا مسؤولا ،تصريح يتناسب وواقع الحال الذي تعلمه أنت،وحكومتك.لو دققنا النظر في التصريح،ومدى براعة صاحبه في اختيار العبارات،لوجدناها تنم عن شعور بعظمة السلطة،وفي عين الوقت تدلل على فكر مأزوم يعبر عنه الوزير الموقر.
اضافة إلى السابق نقول : يا سيد أيمن، إن الحر حر أينما وجد، لا خلاف بين المواطن في الأردن أو تونس أو مصر أو سوريا،كون الحال واحد والهم واحد. كما أن الأمر غير العادي والتاريخي،الذي شهدته تونس هو لك غير ذي قيمة،لأنك لا تعلم عنه شيئا،ألا تعلم أن الشعب هو الذي يصنع هذا،الأمر غير العادي بالنسبة لك.
هل أضحى بنظركم حراك الشعب هامشي،غير ذي قيمة،اقسم بالله أنك صدقت في ذلك،كون الشعب غير موجود بالنسبة لكم،هو يقبع في أسفل أولويات حكومتنا الرشيدة.
من الأهمية بمكان النظر بواقعية لحراك الشعب الأردني اليوم،لا باعتباره حراك سياسي،بل باعتباره حراك اجتماعي،هذا الحراك وحد كافة صوت المملكة،تحت شعار واحد ... يا رفاعي اسمع اسمع شعب الأردن ما بيركع ،ويا سمير يا سيمر الأردن عليك كبير.في حين نجد أن الصمت حيالها دون إيجاد حل ناجع لها سوف يقود إلى الانفجار.
الصفدي،خلال تصريحاته السابقة التي اعتقد أنه يهون بها على الشعب،ويحاول حلحلة القضايا الشائكة مع أن الحقيقة تقول:أن هذه التصريحات تثير الشعب،الذي يتصف بالحساسية.
لذا لابد،من تقوية تيارات الرفض الشعبي للحكومة،هذا لن يتم إلا بواسطة توحيد و اتحاد وتعاون وتنسيق جهود كافة أبناء الشعب بأطيافهم وتياراتهم،فيما بينهم،باعتبار المصلحة مشتركة بالمطلق،وهي مصلحة الوطن،والشعب،والقيادة... أولا وثانيا وثالثا ... الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.

Khaledayasrh.2000@yahoo.com