الضياع


نعم انها ليست الأسوأ في التاريخ العربي ولكنها الأصعب قي جيلنا اي جيل ما بعد النكبة والصعوبة فيها اننا في ضياع تام لا ندري ما هو القادم والادهى اننا غير متأكدين ان زعماؤنا يعلمون ام لا .
والشيئ الوحيد الذي نحن متأكدين منه ان إسرائيل تعمل على تحقيق مخطّطاتها بمساعدة الغرب واياد عربية وبتنا دائما في انتظار الأسوأ فها هي ليبيا هوت ومصر هوت اكثر والسودان قسّم وجنوبه هوى وغيرهم على الطريق وخاصّة سوريا التي ستهوي وتُقسّم دويلات
والشعوب العربيّة ملتهية برفع سعر البنزين والسولار وطبق البيض والطحين وغيرها من سلع ضرورية للموت والحياة معا والفرد العربي اصبح سلعة لها ثمنها البخس وعند الضرورة ليس لها ثمن خاصّة عندما يفرض الغرب علينا ان نتقاتل سنّة وشيعة ويجعلونا نُفكّر انّ كلُّ منا سيموت شهيدا كما هم الشهداء الذين ذهبوا في افغانستان وغيرها قبل عشرات السنين ؟؟؟؟؟
نعم العقل العربي إضمحلْ والضمير العربي مات والجسد العربي يلهث وراء الخبز والجنس والكل اصبح مبرمج وموزون بالميزان اليهودي اوليس هو عصر التلمود وال شلوم !!!!!
لا يجوز لنا ان نلعن السنين لانها بمقدار معلوم وهي ميقات يعلمه الله ولكننا يمكن ان نلعن انفسنا وجشعنا وطمعنا وفقرنا وذلُّنا لأننا فبلنا على انفسنا ذلك وركضنا وراء الزينة والولد وتركنا ربُّ الولد ....
اصبح المال هو إله الكثيرين بل بالفعل اصبحت الحياة تتكأ على المال وما صنع من بنوك ومعاملات حتّى ضحكوا علينا بزجِّ كلمة إسلامي خلف اي شكِّ لنا فباتت البنوك اسلاميّة وشركات التأمين إسلاميّة والصكوك والسندات ومعاملات البيع والشراء إسلاميّة حتّى ان كثيرين من المقتدرين يضعون اموالهم الوفيرة في بنوك اجنبيّة ويمتنعون عن اخذ فائدتها بحجّة انها حرام وتبقى في دول تصنِّع السلاح وتعطيه لاسرائيل لنُقتل به نحن واطفالنا والرصاص من تلك الفوائد فحرّمنا الفوائد ولم نمنع الموت عن انفسنا !!!!!
نعم نحن في ضياع رهيب فبتنا لا نعرف ما يبيت لنا الاعداء غدا فلارهاب تهمة اُلصقت بنا وهي علينا وبال ومن تحسبه صديقا يبيّت لك المكائد بالخفاء ومن تعتبره زعيما حياتك بين يديه تراه فاسدا لو استطاع اكلك لحما ورماك عظم والادهى باتت الاقارب اشدّ سُمّا من العقارب اي ان المجتمعات العربيّة من الخارج سخام ومن الداخل اسخم وهذا حال جميع مجتمعاتنا العربية المتنامية إلاّ من رحم ربّي .
فكيف سيتم الله نعمته علينا براحة البال بعد ان اتمّها على نبيّه عليه الصلاة والسلام بإكمال الرسالة المحمّدية والقران الكريم الذي ما زلنا في طور البعد عنه كثيرا وكأن الشيطان بات اقرب الينا من الحق بل وزرع فينا وبيننا من هم اشدُّ منه شرّا ....
إذن ما هو الحل هل الاستعداد وتحسين مستوى الحياة واستعادة الكرامة ام هو محاسبة الفاسدين ام هو العودة الى الله والكتاب الحكيم وتحصين النفس والمجتمع والحدود من كل الشرور الشيطانيّة والاعداء المتربِّصين لنا والواقع ان الحل هو التمسّك بكل ما سبق لأن مرحلة الضياع التي نغيشها تُحتِّم علينا الوقوف وقفة رجل واحد يخاف على ارضه وعرضه وابنائه ومقدّساته .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة ووفاه شرور الاخرين في الداخل والخارج .
وهذه كلمات من اشعار عبد العزيز جويدة

وأُحسُّ أنِّي ضائعٌ حتى النُّخاعْ

وأُحسُّ أنَّ نِهايتي
ليلٌ رَهيبٌ يَنطَفئُ فيه الشعاع
وأُحِسُّ أنَّ سَفينَتي مَثقوبةٌ
وبأنَّ ريحًا سوفَ تَقتلِعُ الشراع