هل بدأت الحرب تدق طبولها ..؟


بقلم صالح ابراهيم القلاب
يبدوا ان مقولة الفوضى الخلاقة التي اطلقتها تلك الشمطاء ذات يوم –في غرة ما سمي بالربيع العربي- بدأت تؤتي اكلها ويبدوا كذلك ان كبار المدربين واللاعبين في في المنطقة قد ايقنوا انهم نجحوا في امتطاء صهوة الربيع العربي وان الفرصة باتت مواتية لاطلاق مرحلة قادمة وتصويب ضربات موجهة وملعوبة الى شباك مرمى الفريق المتهالك .
من وجهة نظر كبير المدربين والمدير العام للفريق المهاجم فان جميع اركان الخطة الهجومية اكتملت ولم يتبقى سوى دق طبول الحرب واشعال فتيلها على يد لاعبه الاساسي والمشاكس والمدلل في المنطقة وهو اسرائيل .
المشهد في الجهة المقابلة يبدوا مختلفا والفريق الاخر يلعب بخطة دفاعية (خطة عشرة صفر صفر!!) ، والبنية الاساسية للفريق متهالكة وحارس المرمى يعاني من اصابة مزمنة ،ومدرب الفريق(الدب الروسي ) يقف حائرا وقد يقوم بين عشية وضحاها بالتخلي عن المباراة والانسحاب في وسط المعمعة .. تاركا دفة القيادة لكابتن الفريق ( ايران) لقيادة ذاك الفريق المتهالك ... خط الدفاع مخترق ويعاني ازمات ناتجة عن حرب نفسية مضادة والظهير الايمن (سوريا ) يعاني من اصابات بالغة وتقطع في الاوتار ... والظهير الايسر(صاحب العمامة السوداء ) يعاني من عدم وضوح الرؤية ومن رقابة شديدة لا تترك له مجال لا للمناورة ولا للكر والفر.
الفريق المهاجم يبني امالا وطموحات كبيرة على المعركة لعل في مقدمتها ان يفتح مجالا وافقا واسعا لاسرائيل لبسط نفوذها على المنطقة لتصبح كمركز بوليس متقدم يمثل جميع افراد الفريق المهاجم ويرعى مصالحهم ويردع كل من تسول له نفسه رفض او الوقوف في وجه مخطط اعادة التقسيم والتوزيع والتبديل ورسم خارطة جديدة قد لا تكون مرضية للكثير من الرافضين والساخطين سواء من الخائفين على مصالحهم ونفوذهم وسروجهم الموضوعة قسرا على ظهر الحصان ، او من القابضين على الجمر والمتوجسين خيفة وغيرة على هذا الثرى العربي ان يداس وتلك المقدسات الاسلامية والمسيحية ان تنتهك .
المضحك المبكي في الموضوع ان الجمهور وصاحب الارض والخاسر الاكبر في النهاية مهما كانت نتيجة المعركة ليس له اي دور او راي في تلك الحرب بل عليه –من وجهة نظرهم – ان يتقبل النتائج ويتلقى صفعة اخرى على خده الايمن سبق له ان تلقاها في غابر الايام ... لا بل وعليه ان يدير خده الاسير للمنتصر ليتلقى صفعة اخرى واخرى بكل صدر رحب .
يا الله ! كيف لنا ان نمنع المنتصر من كتابة تاريخنا على هواه ؟... بل كيف لنا ان نمنع هذا الحمى من ان يستباح او نذود عن عن تلك الاعراض او حتى نمنع الدموع التي قد تنسكب على غير هوىً ممن بدأوا بقرع طبول حربٍ يبدوا انهم على ثقة من كسب جولاتها وتحقيق غاياتها ..؟ .