سلوكات العنف

سلوكات العنف


تطفح على السطح بين الفينة والأخرى دعوات تنادي لمواجهة العنف بكافة اشكاله والوانه ,
متزامنة مع المشكلة او الحالة التي استثارت الموضوع في حينه , وفي الاونة الاخيرة للأسف بدأت اختراقات العنف الجامعي تزيد من وتيرتها في جامعاتنا الغالية , وبدأت الأقلام تتناول موضوع العنف الجامعي بصفته ظاهرة يجب اجتثاثها , دون الغوص في الاسباب التي دعت اليه .
لقد ازدادت قائمة العنف وأصبح هناك عنف رياضي وعنف مجتمعي وعنف اجتماعي وعنف مدرسي وقد يصبح هناك عنف عشائري وعنف محافظات وعنف إقليمي وعنف فئوي وعنف مواصلات وعنف اتصالات وعنف مؤسسات وعنف موظفين , واخيراً عنف اعتصامات وتظاهرات وزد على ذلك ما تشاء من أشكال ومواقف العنف.
فهل بلدنا بات بؤرة مناسبة للعنف وهل أصبح العنف ظاهرة فيه .
كل هذه تساؤلات تُطرح لمن يقرأ في إعلامنا بكافة أشكاله، تجسيد هذه الظواهر ان اعتبرناها ظواهر وكيف يتم وصفها وتبريرها وكيف يتم التعامل معها .
إن ردود الفعل لدى المواطنين بكافة فئاتهم تنبأ بعدم الارتياح لما يحدث وما يتم من إجراءات قانونية، ووقائية وعلاجية، لم ترقى إلى مستوى من التعامل الصحيح والحازم والحاسم مع ما يحدث، دائماً كنا نباهي ونفاخر بأننا بلد يُنعم بالامن والآمان فهل ما حدث ويحدث من عنف بأشكاله المتعددة والذي بات يتكرر في الآونة الأخيرة سببه تساهل في مواطنتنا الحقيقية، أم سببه خلل في السلطة الأبوية أو الاسرية على أبناءنا ، أم ضعف وعدم قدرة على توظيف واستثمار طاقات شبابنا في مسارات ترقى بهم عن ما يقومون به ويحمل عاتقها نظامنا التعليمي المدرسي والجامعي، أم السبب الوضع الاقتصادي الذي جعل الناس في حالة توتر تعود إلى استجابات غير مدروسة لأي استثارة يتعرضون لها، أم السبب أن القانون المدني والقضائي بات عاجزاً عن الضبط والردع لما يحدث ، أم إننا بدأنا نحتضن الإقليمية والفئوية واستمرأناها وأصبحنا مطية لها . ام ان هناك يد خفية لها مصلحة في زعزعة امن بلدنا .
تساؤلات كثيرة تدور في الخلد لما يحدث من ممارسات تنم عن مشكلة يجب أن توضع على بساط البحث برؤية أكثر عمقاً يوظف للوقوف على تشريحها ودراستها نفر من المختصين قادرين على الغوص واستقراء الواقع بدون مجاملات وتبريرات لا تقود لحلول واقعية، مواطننا الأردني غير راض عما يحدث , فربما أن هناك معاناة لدى البعض باتت تفرز ما يحدث وبات الامر يحتاج إلى وقفة جادة لتجاوز هذه الممارسات الطارئه على مجتمعنا , واصبحت تشكل مشكلة حقيقية تتطلب معالجة فعلية وجادة .
وليحمي الله هذا البد من كل مكروه.


د. نزار شموط
drnezar@yahoo.com