العدوان على سورية والمبادرة العربية


قبل ايام من غارات العدو الصهيوني على اهداف عسكرية – سورية – كتب الصحافيان (الاسرائيليان) شمعون شتاين وشلومو بروم وأعادت جريدة الرأي الاردنية نشر مقالهما بتاريخ 23 نيسان وكان من ابرز ما جاء في المقال المذكور دعوة لتوجيه ضربات جوية اسرائيلية لاهداف محددة في اطار سيناريو يستهدف استبدال النظام السوري (الشمولي) بنظام اسلامي، ويستدعي حسب الكاتبين إقامة مناطق حظر جوي واخرى (انسانية)...
ويبدو أن المقال كان جزءا من تغطية إعلامية مسبقة للعدوان المذكور واهدافه، لا سيما وأن (المقال الاسرائيلي) استتبع مقالات في صحف ومواقع كثيرة، خارج دولة العدو الصهيوني، منها مقالات قبل العدوان ومقالات بعد العدوان تراوحت وظيفتها بين الانخراط المباشر في الحملة وخلط الاوراق والبلبلة..
ولعل اخطر اهداف العدوان بالاضافة للمحاولات العبثية العقيمة لإسقاط النظام السوري، هي المساهمة في توفير بيئة اقليمية لتمرير التعديلات الخطرة على (المبادرة العربية) التي تؤشر على ان كثيرا مما تشهده المنطقة عموما خاصة سورية، شديد الصلة بمحاولات صهيونية لتمرير وترجمة تصورات صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية.
فالتعديلات المذكورة تضمنت جانبين، ركز الاعلام على احدهما وأغفل الآخر، وكلاهما متكامل فالاول، تبادل الاراضي يعني الاعتراف بالاستيطان والتخلص من الكتل العربية التصويتية العربية داخل فلسطين المحتلة، أما الجانب المحجوب من المبادرة والذي لم نسمع منه او عنه كلمة تنديد او اعتراض واحدة من الطرف الاردني والفلسطيني الرسمي فيشطب حق العودة أو هو البند الذي فرضه الرئيس اللبناني السابق، اميل لحود، في قمة بيروت وكان سببا في الحملة عليه وعلى دمشق آنذاك. وفي كل الاحوال فالتعديلات بقدر ما تخدم العدو الصهيوني، بقدر ما تعرض الامن الوطني الاردني للخطر وتستدعي يقظة شعبية لاعتراضه. وتفسر في الوقت نفسه عودة (مشروع الكونفدرالية) الى المحافل العربية والدولية، وصمت اطراف عربية عديدة على العدوان الصهيوني الذي كان رسالة واضحة للمترددين والخائفين من جماعة (الكونفدرالية) وأطرافها..