جهاد يستثني «إسرائيل»


في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي تَشكّل أكبر محور عربي – اقليمي – دولي ضد الامريكان واتفاقية كامب ديفيد، والأهم أنه كان يسيطر على قلب العالم "أوراسيا" وطريق الحرير وما يعرف بالمجالات الحيوية لقلب العالم "الشرق الاوسط ومعظم البلقان".
وقد انطلق المحور من مبادرة الرئيس العراقي احمد حسن البكر والسوري حافظ الاسد بدعم موسكو، وكان يؤشر إلى قوس واسع يمتد من المقاومة اللبنانية وفصائل الرفض الفلسطينية وسورية والعراق وايران- بعد الثورة الاسلامية- وافغانستان- بعد الانقلاب اليساري- إضافة الى ارمينا واذربيجان "آنذاك" واليونان وقبرص ويوغسلافيا السابقة..
بَيْدَ ان هذا المحور سرعان ما سقط وانفجرت الحرب العراقية – الايرانية ودخل النظام السوري في مواجهة مع جماعات اسلامية مسلحة، وعادت الحياة الى جماعات اليمين العسكرية في لبنان في ضوء مبادرة ريغان وفاس الاولى لتصفية القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني على المقاومة وعلى الجيش السوري في البقاع، الذي تزامن مع انفجار المعارضة الاسلامية العسكرية في سورية.
على ان الاخطر هنا، اضافة الى استنزاف سورية والعراق وايران في حروب داخلية واقليمية، هو استنزاف روسيا في افغانستان عبر ما بات يعرف "بالجهاد الامريكي" ضد الشيوعية حيث اصبحت افغانستان قبلة "المجاهدين" من ارجاء الوطن العربي والعالم الاسلامي كلها، ومنذ ذلك الحين وهذا النفر من المجاهدين يتنقلون من بلد الى آخر ضد اليسار والقوميين، من الشيشان والجزائر الى يوغوسلافيا، واخيرا الى سورية..
أما القاسم المشترك لهم فهو استثناء "اسرائيل" من جهادهم، اللهم بعض العمليات المريبة التي تحرض الرأي العام العالمي ضد العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مثل تفجير دور عبادة او مدارس يهودية هنا وهناك.
ومن المؤسف ان نسمع من احد شيوخ فلسطين المحتلة 1948 دعوات للجهاد في سورية، لم نسمعها مرة واحدة ضد "اسرائيل".