الفكرة الغائبة...!!!

الفكرة الغائبة...!!!

الكل منا يحارب الفساد ، ويصرخ في وجه الاستبداد ، وينادي بالديمقراطية وتبادل السلطة ، والمضي في الإصلاح بلا هوادة ، الكل منا يعتبر سرقة مقدرات الوطن جريمة يصل حدها إلى الإعدام المباشر أمام الناس دون الرجوع إلى القضاء الشامخ ، ما دفعني لكتابة هذا المقال سطر هو " الفساد منتشر من الرأس إلى الذيل " استوقفتني هذه العبارة ، لكن لم افهم ما المغزى منها ؟ اتصلت بأهل الاختصاص ، وأدباء المهجر ، وعلماء اللغة ، ومفسري الأحلام ، وفقهاء الدستور والقانون ، اختلفوا في التأويل لكنهم اتفقوا في الفكرة ، الفكرة الغائبة عن أكثر المطالبين بالإصلاح ، أن كل إنسان غارق في الفساد ، ولكن كل شخص حسب دائرته ، فالمدير فاسد ضمن إدارته ، والمهندس فاسد بحدود عمله ، والمعلم فاسد ضمن محيط صفه ، والأب فاسد ضم جدران بيته ، وغيرهم الكثيرون ، يقعون في الفساد وظلم الآخرين ، ولكن لضيق دوائرهم لا يظهرون ، والأدهى أنهم يطالبون بالإصلاح ، وهم المفسدون ويعلمون ذلك ، ودولة الرئيس وأصحاب المعالي والسعادة والعطوفة والمحافظين ، كلهم غرقى في الفساد ، ويظهرون للعيان لكبر دوائرهم وعظم حجم مناصبهم ، فليس من يسرق أموال الوطن هو الفاسد ، فمن ينهب مقدرات الوطن هو لص خائن ولا بد من بتر يده ، أما الفاسد هو ذلك الكائن الذي لا يموت ولا يحيا ، فالموظف الذي يصل إلى مكان عمله متأخرا فاسد ، والمزارع الذي يضع الهرمون في زرعه فاسد ، والعامل الذي يعمل " شلفقة " فاسد ، والطبيب الذي لا يقوم بعمله فاسد ، والمعلم الذي لا يغرس القيم الحميدة في طلبته فاسد ، .... الخ ، هؤلاء هم الغرقى في الفساد ، فليس الفساد في الرؤوس بل في الذيل أيضا ، هكذا أجابني من اتصلت بهم ، فمن هو الفاسد من وجهة نظركم أيها القوم ...؟؟؟

بقلم : محمود العايد
الأربعاء / 8/5/2013