إجازة من "النضال"


ﺑﯿﺘﻨﺎ اﻷردﻧّﻲ ﺗﻌٌﺐ وواﻗٌﻒ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻓﺔ! وﻣﺸﺎﻛﻠﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿّﺔ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺑﺘﺴﺎرع ﻣﺘﻮاﻟﯿﺎت ﺣﺴﺎﺑﯿﺔ. ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺟّﻞ
ھﻤّﻨﺎ أن ﻧﻔﻮز ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻧُﺴﻘﻂ وزارة وﻧُﺠﻌﺠﻊ ﺑﻼ طﺤﻦ ﺣﻮل اﻟﻔﺴﺎد وأھﻠﻪ! وﻣﻊ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻤﻮﺿﻮع
اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺤﺮﻳﺎت واﻟﺘﺤﻮّل اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطّﻲ، إﻻ أن ھﺬا "اﻟﻨﻀﺎل" ﺑﺎت ﻣﻨﺒﺘّﺎً ﻋﻦ ﺟﺬوره ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، واﻧﻔﺼﻞ ﻓﻲ
اﻟﻮاﻗﻊ وﻓﻲ ﺿﻤﯿﺮ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻤﺨﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷردﻧّﻲ. ﺑﻞ ﺑﺎت اﻷﻣﺮ ﻛﺄﻧّﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ
أن ﻧﻜﻮن ﻓﻲ جبهتين ﻣﻨﻔﺼﻠﺘﯿﻦ ﻻ ﺗﻤّﺖ إﺣﺪاھﻤﺎ إﻟﻰ اﻷﺧﺮى ﺑﺄّي ﺻﻠﺔ؛ جبهة "اﻟﺮﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑّﻲ" وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻣﻦ
ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻧﺘﺼﺎر اﻟّﺸﻌﻮب ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻷﺗﻮﻗﺮاطﯿﺔ واﺳﺘﺒﺪادھﺎ، وجبهة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌّﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠّﺐ وﻋﯿﺎً ﻋﺎﻟﯿﺎً
ﺑﻤﺘﻐﯿّﺮاتِ اﻟﻮاﻗﻊ وﺷﺮور اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ! وھﻮ ﻓﺼٌﻞ ﺗﻌّﺴﻔّﻲ ﻳﻮدي ﺑﻨﺎ إﻟﻰ أن نهمل واﺣﺪة ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻷﺧﺮى... وﻟﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ اﻟِﻔَﺮق اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﯿﻦ دوﻟﺔ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ، وﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻨﻈّﻤﺔ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ
اﻟّﺴﻠﻄﺔ، ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت اﻻﻧﺼﺮاف اﻟﻜﻠّﻲ إﻟﻰ اﻟّﺸﺄن اﻟّﺴﯿﺎﺳّﻲ، ﻓﻘﺪ ﺻﺎر ﻟﺰاﻣﺎً أن ﻧﻘﺮع ﺟﺮس اﻹﻧﺬار ﻟﻠﺘﻨﺒﯿﻪ إﻟﻰ
اﻟﻤﯿﺎه اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺗﺤﺖ اﻟﺠﺴﺮ. وھﻲ ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻣﯿﺎه ﻋﺎدﻣﺔ ﺗﻠﻮّث اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، وﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟَﻌﺼّﻲ
أن ﺗﺴﺘﻘﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة ﺻﺤﯿﺤﺔ ﻣﻌﺎﻓﺎة ﺑﻼ أوﺑﺎء ﺟﺎﺋﺤﺔ!
واﻷوﺑﺎء اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ نشهدها ﻛّﻞ ﻳﻮم ﻓﻲ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺠﺎﻣﻌّﻲ وﻓﺴﺎد اﻷدوﻳﺔ واﻷطﻌﻤﺔ واﻟﺘّﻌﻠﯿﻢ واﻷﺳﻌﺎر وﺑﻘﯿّﺔ ﻧﻈﻢ
اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻄﺒﯿﻌﯿّﺔ، وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺰال "ﻧﻨﺎﺿﻞ" اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻼﻧﯿﺔ واﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻔﻼﻧّﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﻤﺎن هش وﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻀﯿﻊ
طﺎﺳُﺘﮫﺎ ﺑﯿﻦ ﺣّﻖ ﺻﺤﯿﺢ وﻣﺂرب ﻣﺮﻳﺒﺔ... وھﺬا ﻛﻼم ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ھﺠﺎء اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ -ﻛﻤﻌﺎرﺿﺔ- وﻟﻜﻨّﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ إﻟﻰ
ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﻋﺒﺚ ﺑﺎﻟﻮطﻦ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺑﺮﻛﺎن.... ﻓﻤﺎ نشهده اﻵن ﻣﻦ
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌّﻲ واﻟﺠﺎﻣﻌﻲ وﺑﻘﯿّﺔ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺂﻛﻞ، ﻟﯿﺲ ﺳﻮى مظهر ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟّﺪول. وھﺬا وﺣﺪه
ﻛﻔﯿﻞ أن ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﻘّﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻀﺎل واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ، وﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﯿﺎﺑّﻲ ﻟﻢ ﻳﺄت ﻣﻦ ﺧﻠﻔﯿﺎت "ﻧﻀﺎﻟﯿﺔ"
راﻗﯿﺔ، ﺑﻞ ﻣﻦ طﯿﻨﺔ ﺗﺮﺗُﻊ ﻓﯿﮫﺎ اﻟﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻊ ھﻮام اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟّﺸﺨﺼﯿّﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ! واﻟﺘﻨﺎدي واﻟﺘﺪاﻋﻲ إﻟﻰ درس
اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ واﻹﺳﺮاع إﻟﻰ إﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل لها، ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ واﻟﺘﺮاﺧﻲ ﻟﯿﺴﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ أﺣﺪ إﻻ الهلاك!
أرﺟﻮ أن ﻻ ﻧﻔﻘﺪ اﻷﻣﻞ..