من يؤيد العدوان على سورية؟!
ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎل اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﻮل اﻟﻌﺪوان اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﻳﺔ ﻟﯿﺲ ﻣﺒَﺮرا ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق؛ وأﻋﻨﻲ اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ
ارﺗﻔﻌﺖ مبتهجة وﻣﺘﺸﻔﯿﺔ ﺑﻘﺼﻒ اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ.
ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ھﻨﺎك اﻧﻘﺴﺎم ﺷﻌﺒﻲ ﻋﻤﯿﻖ ﺣﻮل اﻷﺣﺪاث اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ، أﺧﺬ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ
اﻷﺧﯿﺮة طﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺤﺎد ﺑﯿﻦ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري وداﻋﻢ ﻟﻠﺜﻮرة ﺿﺪه. وﺗﻌﻄﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ
اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺻﻮرة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻋﻦ طﺒﯿﻌﺔ ھﺬا اﻻﻧﻘﺴﺎم وﺣﺠﺞ اﻟﻔﺮﻳﻘﯿﻦ، واﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺗﺒﺎدل
اﻻﺗﮫﺎﻣﺎت اﻟﺠﺎرﺣﺔ واﻟﺘﺨﻮﻳﻦ، واﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻻﺻﻄﻔﺎف ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﺬھﺒﯿﺔ وطﺎﺋﻔﯿﺔ.
ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ، وﻟﻸﺳﻒ، ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻘﻂ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﺧﻼل اشهر. ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮب ﺣﻘﺎ
ھﻮ أن ﻧﺨﺘﻠﻒ ﺗﺠﺎه ﻋﻤﻞ ﻋﺪواﻧﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﺑﺤﻖ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ، اﺗﺨﺬ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻌﺎدﻳﺎ ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺑﺎﻋﺘﺮاف
ﻣﻌﺎرﺿﯿﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻪ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن، ﻓﻲ أي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال، ﻣﺒﺮرا
ﻟﻠﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﮫﺎ اﻟﻨﻈﺎم ﺿﺪ ﺷﻌﺒﻪ. وﻛﺎن اﻷﺟﺪر ﺑﻪ أن ﻳﻤﻨﺢ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﻗﺒﻞ أن يطلبها ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ
ﺗﺮزح ﺗﺤﺖ ﻧﯿﺮ اﻻﺣﺘﻼل.
ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺳﻮرﻳﺔ ﻟﻠﻌﺪوان اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻗﺒﻞ اﻧﺪﻻع اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻷﺧﯿﺮة، وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﯿﺎرات
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ إداﻧﺔ اﻟﻌﺪوان واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮫﺘﮫﺎ، وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن
ﻛﺎﻧﺖ أطﺮاف ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﺗﺒﺎدر إﻟﻰ ردود "ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ" اﻧﺘﺼﺎرا ﻟﺴﻮرﻳﺔ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري وﻗﺘﮫﺎ
دﻳﻤﻘﺮاطﯿﺎ؛ ﺻﺤﯿﺢ أﻧﻪ ﻟﯿﺲ دﻣﻮﻳﺎ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﯿﻮم، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻨﺬ أن ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ: ﻧﻈﺎم اﻟﺤﺰب اﻟﻮاﺣﺪ
واﻟﻔﺮد اﻟﻮاﺣﺪ.
ﻟﯿﺲ ﺷﺮطﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺧﻨﺪق اﻟﻨﻈﺎم ﻛﻲ ﺗﺪﻳﻦ اﻟﻌﺪوان ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﻳﺔ. ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ، أو أن ﺗﺘﺨﺬ
ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﺤﺎﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع ھﻨﺎك، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﺎﻻت ﻳﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﻜﻮن ﻓﻲ ﺻﻒ أي ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﺘﻌﺮض
ﻟﻌﺪوان إﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ.
إداﻧﺔ اﻟﻌﺪوان وﺷﺠﺒﻪ ﻻ ﻳﻌﺪ ﺗﻀﺎﻣﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم؛ ﺑﻞ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺔ، ﻛﯿﺎﻧﺎ وﺷﻌﺒﺎ. وواﺟﺐ اﻟﺮد ﻋﻠﯿﻪ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري وﺣﺪه، وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ أﻳﻀﺎ.
إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺳﻮرﻳﺔ ﺿﻌﯿﻔﺔ وﻣﻔﻜﻜﺔ، ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﻦ يحكمها. وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ھﻨﺎك
ھﻮ أن ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻼح ﻳﮫﺪد أﻣﻨﮫﺎ؛ ﺗﺨﺸﻰ ﻣﻦ "اﻟﻜﯿﻤﺎوي" ووﺻﻮل اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻟﺤﺰب ﷲ،
وﻣﻦ ﺗﻤﺮﻛﺰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻗﺮب ﺣﺪودھﺎ، ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻓﻠﺘﺤﺘﺮق ﺳﻮرﻳﺔ وﺷﻌﺒﮫﺎ.
اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﮫﺎ ﺳﻮرﻳﺔ ﻣﺆﺧﺮا ﻟﯿﺴﺖ اﻷوﻟﻰ وﻟﻦ ﺗﻜﻮن اﻷﺧﯿﺮة. وﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ أن نشهد ﻓﻲ ﻗﺎدم اﻷﻳﺎم ﻋﻤﻠﯿﺎت إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ أوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺴﻮري، هدفها اﻟﻮﺣﯿﺪ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن
ﻳﺸﻜﻞ تهديدا ﻷﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻞ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ.
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺑﺒﻨﯿﺘﻪ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ؛ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﺳﯿﺤﺼﻞ ﻋﺎﺟﻼ أم آﺟﻼ. ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎر أن ﻧﺴﺘﻨﺠﺪ
ﺑﺈﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻹﺗﻤﺎﻣﻪ