ثرثرة فوق بحر الأردن الميت

أيها الزلم ويا معشر النشامى : 
 
إذا أردتم تجفيف ينابيع العنف في الجامعة والشارع والحي هبوا إلى إصلاح الاعلام المسموع والمرئي منه واصدروا حكم الاعدام
على الأهازيج الوطنية التي يقول كاتبها أن( حيطنا مو واطي) وأننا سوف(نقلع العين إن لدت تلانا) و(ارم ارم من يد مانعدمها واطلق رصاصك اطلق)و( نطقطق عظام العدو طق) عذراً إذا أخطأت في كلمات النص الشعري الذي يمثل أفكار الشاعر الجاهلي الذي قال : 
 
إذا نظر القوم لنا شزراً === فأعيننا عليهم تحسن الحملقة . نعم العنف في إعلامنا وفي هذه الأهازيج وغيرها الكثير في مكتبتنا
الثقافية الوطنية وترافقنا في الشارع وعلى السطوح وفي صواوين أفراحنا ومناسباتنا ويزعم البعض أن هذه الأغاني هي عنوان
لوطنيته ودليل لا لبس فيه على أنه أردني الإنتماء وهاشمي الولاء , وقد وصلت بنا الأهازيج الوطنية إلى تفتيت محافظات المملكة
بأن أصدرنا ألبوماً وطنياً يضم أغنية لكل محافظة وغنينا وسحجنا للجيش والأمن العام ورجال السير ( النطاق الأبيض ) والدفاع
المدني والدرك رغم أن جميعهم يرتدون الشعار نفسه وغنينا للجمارك ولاأدري لماذا تجاهلوا البلديات ونحن بصدد تأليف أغاني
وطنية لكل عشيرة أردنية توجز بطولاتنا وفتوحاتنا وضمن التخطيط المستقبلي هناك جهود حثيثه لتأليف أغنية وطنية لكل حارة
ليصبح لدينا ألبوم أغاني الحارات الوطنية , وعليه سأقحم نفسي (اقحم نفسك لتفحم منافسك) وسأشارك جاري العزير خالد أبو زيد
( ضليع في كتابة الشعر) لتأليف أغنية وطنية تعبر عن بطولات شباب الحارة وتوافقت خواطر الخالدين على أن يكو ن مطلعها :
إن جيت ولديت تلا حارتنا === وقف خيوه واسأل عنا جارتنا . 

ما دعاني إلى الثرثرة من فوق بحرنا الميت : بالأمس وقف شاب مارق بسيارته في منتصف الشارع يسامر متسكعاً على الرصيف 
 
مغلقاً المرور و خلفه عشرات السيارات متجاهلاً النداءات والمنبهات , وصوت مسجل سيارته يصدح بأغنية وطنية مدعياً
الولاء والإنتماء و مختبئاً خلف عباءة الموالاة , لحظة هذا الموقف الذي يدل على ا لهمجية ا لوطنية تذكرت إحدى الأهازيج
الوطنية والتي مطلعها ( أنا أمي أردنية همها تربي زلم ) .... يا أيها الزلم و يامعشر النشامى : 
 
بدأت النار تشتعل في أطراف فراشكم (فراش الأمن والأمان ) اطفئوا النيران قبل أن يحترق البيت بساكنيه . ِِِِِ