وخزة...!

- العشيرة خيمة عز عربية.
- مأفون ، مجنون ، مخبول ، عميل وليس أردنيا من يُهاجم ، أو يُسيئ للعشائر الأردنية أو يتهمها ، أو يعتقد ""لا سمح الله"" أنها تُعاني من جهالة أو تعصب أعمى ، كما يظن أغبياء الوعي على مفهوم الحياة المدنية والعصرنة ، فهؤلاء مجرد مُقلدين أو خاضعين للغزو الثقافي الغربي ، في إطاره اليهودي ، الذي يسعى إلى تبديد عاداتنا وتقاليدنا ، ويدفعنا إلى القفز على قيمنا ، ليُصبح حالنا كحال الغُراب ، حين ذهب لتقليد مشية الحمامة ، فلم يستطع ، وحين أراد العودة لطبيعته نسي مشيته ، فأصبح يسير قفزا حتى يومنا هذا.
- هناك فالق عظيم وهوة عميقة ، في وعي الكثيرين على مفهوم العشيرة ، عاداتها ، تقاليدها ، قيمها وضوابطها الأشد صرامة ، المفروضة على إبن العشيرة ، فالعشيرة ليس كما يعتقد كثيرون أنها مجرد عصبية جاهلية ، تُطلق العنان لأبنائها ليعبثوا بإسمها ، وتُساندهم في الحق والباطل ، وتدعم مواقفهم على غير هدى ، فالعشيرة هي الحق ، ولا شيئ غير الحق ، وهو ما دونه خرط القتاد ، ومن منطلق أن الساكت على الحق شيطان أخرس ، وما صلابة موقف العشيرة ، وتمسكها بحقها ، إلا من منطلق ، فإبن العشيرة مُقيَّد أكثر بكثير مما يظن اللبراليون ، الفهلو يون ومُحدثوا النعم ، والمتسلقون على أكتاف الوطن بالشطارة ، أو بإعتقاداتهم الحداثية ، التي غرستها في عقولهم اليهودية العالمية ، فزينت لهم مفاهيم ، عادات وتقاليد غريبة عن واقعنا ، فأوهنت التماسك الإجتماعي الأردني ، وحطت من قيمة الأردني الذي تربى على الأخلاق الحميدة ، الرجولة ، الكرم ، الشهامة ، الفروسية ، حماية الضعيف ، الصدق ، الأمانة والتسامح ، فإبن العشيرة لا يعرف البوقة ولا الغدر ، وإن حدث أن شاذا خرج عن العادة ، فإن عقابه العشائري أشد قسوة بمئات المرات من عقاب القانون المدني ، فأقلها الطرد والنبذ وهدر الدم في بعض الحالات ، وقد يُلاحقه والده أو شقيقه ، كي يقتص منه ، لأنه سبب لهم العار.
- إن كان من أهم واجباتنا أن نُحافظ على العشيرة ، كخيمة عز عربية ، بفطريتها وأصالتها ، فإن الأهم أن لا يغيب عن ذاكرتنا ، أن بناء العشائر الأردنية هم حُماتنا ، في الجيش العربي ، في الأجهزة الأمنية التي تؤمن لنا حياتنا ، في الليل والنهار ، وعلى مدار اللحظة ، بلا كلل أو ملل ، وأن لا ننسى أن هذه العشائر قد رفدت نهضة الأردن في مسيرته الحضارية ، بجيوش الحاصلين على أرفع الشهادات العلمية ، في مختلف المجالات ، وأرتال المثقفين ، شعراء ، أدباء ، كتاب وصحفيين ، مهنيين ، علماء وواعظين.
- وأما حادثة جامعة الحسين بن طلال ، فهي أول ما تحتاج من كل أردني غيور على هذا الوطن الأعز ، أن يتوقف الجميع عن الفتوى بغير علم ، وأن يترك الأمر لذوي الإختصاص ، من شيوخ العشائر ، الوجهاء ، الأجهزة الأمنية ، القانون العشائري والمدني ، ومن ثم القضاء ، لأن من تدخل فيما لا يعنيه ، لقي ما لا يُرضيه ، وعلى الجميع ، إما كلمة طيبة أو الصمت ، وهو في هذه الحالة الأبلغ ، فأهل مكة أدرى بشعابها ، ومدينة معان ومحيطها ، هي عشائرية بمجملها ، هي أدرى بسبل وأد الفتنة ، والقصاص حياة والأردن عشائر ، وليس غابة.