مجاهدون في سبيل الإمبريالية


على مرمى أمتار من حواجز العدو الصهيوني في غزة يدير له مجاهدو آخر زمن ظهورهم ويذهبون إلى حلب وإدلب وريف دمشق طلبا لشهادة غريبة.. وعلى مرمى الحدود مع العدو الصهيوني، يستنفر شبان متحمسون في مخيم البقعة ويودعون الأهل والأحباب بالأناشيد (الحماسية) ويسعون في مناكب الشهادة في ريف درعا..
والأصل في كل ذلك كراس صغير للشيخ عبدالله عزام، أحد التلاميذ النجباء لسيد قطب.
ومتى في ذروة الصراع الأمريكي – الروسي – وأين في أفغانستان، ساحة ذلك الصراع..
نعم الجهاد فريضة الفرائض، والأولى بها من كل أعداء الأمة، اليهودية العالمية وذراعها العسكري الصهيوني الذي يحتل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس..
لتقل جماعات (الجهاد الأمريكي) ما تقول في النظام السوري، ولكنه الوحيد الذي احتضن فصائل المقاومة ضد العدو الصهيوني، من حماس إلى الجهاد الإسلامي إلى حزب الله..
هل فعل ذلك لأغراض في نفس يعقوب، ليكن، وهل فعل ذلك من باب المناورة، ليكن، ولكنه في كل الأحوال والاعتبارات يقع في ذيل قائمة الدول التي لم تستنفر خفاقا وثقالا من أجل الأمة..
وليس بلا معنى أن جمهورية الإمارة الإسلامية أو إمارة الجمهورية الإسلامية التي تنادى لنصرتها (المجاهدون الأمريكان) في كوسوفو، هي اليوم محمية (إسرائيلية) بكل معنى الكلمة، سفارة للعدو ومعسكرات للموساد وتنسيق على أعلى المستويات.
ومن المؤكد أن نجمة داود ستظهر في سماء حلب وإدلب إذا ما سقطت دمشق كما ظهرت في سماء كوسوفو بعد سقوط الدولة الشمولية في يوغوسلافيا..
لن ننسى للحظة واحدة الجرائم التي ارتكبت ضد المسلمين وغير المسلمين في تلك البلاد، ولن ننسى في الوقت نفسه جريمة الاستعانة بحلف الأطلسي لارتكاب جرائم جديدة ضد الصرب هذه المرة.. فما من جريمة تعالج بجريمة إلا عند المجرمين كما فعل الناتو في البلقان وفي ليبيا وقبلها في العراق.. ويريد الخونة تكرار ذلك في سورية، بل إن هناك من يدعو الأمريكان والمجرمين الدوليين في باريس ولندن إلى التدخل في الأردن (لفرض) قانون انتخابات جديد.
أيها المجاهدون، إذا قلتم إن اليهودية العالمية وذراعها (الإسرائيلي) هي عدو الأمة الأساسي سنكون في صفوفكم، وما عدا ذلك ما قاله هيكل (جهاد في سبيل الإمبريالية) لا ينفع معه تضليل الرأي العام بالذريعة الدارجة والافتئات على الله عز وجل (تسخير الإمبريالية) من حيث لا تحتسب..
يتساءل ماكرون، لماذا لم تقوموا بعملية حقيقية واحدة ضد العدو الصهيوني، فهل تردون عليهم مكرهم، وتوجهون البنادق نحو هذا العدو، بدلا من قتل الجنود المصريين في سيناء، ومن قتل الجنود في الجزائر واليمن وموريتانيا، وبدلا من ريف إدلب..