انقاذ الاسرى الاردنيين .. واجب وطني


حتى كتابة هذه السطور ، لم يجد اضراب الاسرى الاردنيين المفتوح عن الطعام ، في سجون وزنازين ومعتقلات العدو الصهيوني ، ولليوم الرابع ... الصدى اللازم من الحكومة والنواب والخارجية والسفارة الاردنية ، والحراك الشعبي وكافة مؤسسات المجتمع المدني..الخ، رغم ان جلاوزة الاحتلال صعدوا في اجراءاتهم القمعية ضد هؤلاء المناضلين ، فمنعوا وصول السوائل اليهم ، ونقلوهم الى زنازين انفرادية في محاولة يائسة لكسر ارادتهم.

مأساة الاسرى في سجون العدو ، هو رفضه الاعتراف بهم كاسرى حرب، وكمقاومين للاحتلال، ويصر على معاملنهم كسجناء جنائيين "لصوص وحرامية”.. رغم أن القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة، شرع المقاومة، وأنزل المقاومين منزلة رفيعة في بلادهم، فمقاومة الاحتلال النازي هي التي خلدت الجنرال ديغول في سجل الخالدين ، ومقاومة الاحتلال الفرنسي ثم الاميركي هي التي خلدت هوشي منه وأبطال فيتنام ، ومقاومة الاستعمار الاسباني خلدت سيمون بوليفار ، وأصبح مثلا ورمزا لكل المناضلين في دول اميركا الجنوبية ، وعلى نهجه سار جيفارا وكاسترو، وهذه المقاومة هي التي جعلت نلسون مانديلا رمزا لافريقيا وللشعوب المضطهدة في العالم ، كما خلدت ابطال الجزائر وفلسطين وابطال كافة حركات التحرر. الاسرى الاردنيون لم يرتكبوا جرما ، بل تصدوا للاحتلال الصهيوني الذي ينكل باشقائهم، ويستبيح أقدس مقدساتهم، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . مسرى ومعرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وميلاد المسيح عليه السلام، ويعمل على تهويد الاقصى واقامة الهيكل على انقاضه.

وفي ذات السياق لا بد من الاشارة، أن العدو الصهيوني لم يلتزم بشروط واشتراطات المعاهدات والاتفاقات ، كما لم يحترم القانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة ، فبقي مصرا على الاستيسطان ، وعلى مصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويد القدس ويرفض الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني ، وخاصة حقه في اقامة دولته المستفلة على ترابه الوطني .

موقف الاسرى الاردنيين برفضهم الاحتلال، والاصرار على مقاومته، هو موقف كل الشعب الاردني ، وموقف الامة كلها، فالعدوان على فلسطين ، هو عدوان عليها ، وعلى كل شبر من ارضها من الماء الى الماء، فالقدس والاقصى جزء من عقيدة المسلمين ،واي تدنيس لهذه المقدسات هو تدنيس لعقيدة أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم من جاكرتا وحتى طنجة.

روابط اللغة والدم والتاريخ والعقيدة والجغرافيا والمصير المشترك هي التي تجعل من العدوان على اي شعب عربي ، عدوانا على الامة كلها.

لقد أكد الربيع العربي صحة ما نقول.. فما أن هبت رياح الربيع هذه ، حتى خفقت لها قلوب الامة من الرباط وحتى مسقط ، فعمت مظاهرات الغضب ولا تزال كل الميادين والساحات العربية.

باختصار..... صرخة الاسرى الاردنيين يجب ان توقظ فينا جميعا ارادة التصدي للاحتلال، والايمان بالمقاومة كخيار لا بديل عنه، لتحرير الارض والمقدسات بعد أن ثبت ان المفاوضات والمعاهدات لم تلغ استراتجية العدو القائمة على الاحتلال والاستيطان والترانسفير.

المجد لاسرانا في زنازين العدو ، الذين يثبتون كل يوم ان الامعاء الخاوية اقوى من سيف الجلاد.