مَنْ وراء كل هذا العنف في جامعاتنا؟
ونحن ايضاً لدينا اسئلة لا نجد لها تفسيراً لماذا تنتقل الفتنة, واعمال العنف التي تصاعدت حد الجريمة بين جامعاتنا بدون سبب مقنع سوى القاء اللوم على اوضاع الجامعات, او نزق الشباب وغلبة النزعة العشائرية.
لماذا يتصاعد العنف ويتحول فجأة من مشاجرات عادية اغلبها يفتعل من فئات غير معروفة, وبعضها دخيل على الجامعات كما ثبت اكثر من مرة.
من وراء هذه الظاهرة ومن جهات التحريض وراء ما يجري والتي تنتظر حدوث أي مشكلة أو احتكاك بين شباب الجامعات لتحول الشجار الى صراع دموي تزهق فيه الارواح وتستخدم فيه الاسلحة ثم يختفي الجناة او يجدوا من يخفيهم.
من وراء شهوة الدم هذه ومن وراء توريط العشائر في ثارات ونزاعات عبثية الهدف منها ارباك الجامعات والدولة والمجتمع الاردني.
هناك من يعتقد ان المنطقة مقبلة على صراعات اكبر ويستخدم ابناءنا شرراً لفتنة داخلية تكون مقدمة لأزمة اكبر.
أهو التحريض على الدولة ومؤسساتها لاثبات عدم فاعلية الدولة وللمس بهيبتها لأن الدولة الاردنية تخشى على مجتمعها وتبذل كل ما في وسعها من الجهد والصبر لحماية المجتمع من تبعات هذا الانفلات وهذه الجرائم.
من هي الجهة التي تريد للمجتمع الاردني وللعشائر أن تغرق في الفتنة والدم ويريد للدولة الاردنية ان تمعن في القمع ليضع الدولة في مواجهة المجتمع.
ولماذا الجامعات وشباب الجامعات ولماذا التركيز بشكل خاص على الجنوب, ألم يكن الجنوب والعشائر دائماً من دعائم الدولة وأمنها في مواجهة الفتن هناك من يريد دق اسفين بين الدولة والمجتمع وبين العشائر والدولة.
يخالجنا الشك أن وراء الايدي التي تفتعل اطلاق النار وترتكب الجرائم في الوسط الجامعي جهات تحريض لم تكتشف بعد تراهن على تحويل الجنوب تحديداً مسرحاً للعنف مستغلة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية في الجنوب.
المسألة ليست العشائر, فعشائرنا لم تبرح المكان وكانت دائماً مع السلم الاهلي, والمسألة ليست فقط التقصير في مجال التعليم والنشاطات الجامعية فبالرغم من ذلك ما زالت جامعاتنا ومستواها افضل من مثيلاتها في الوطن العربي.
المسألة ترتبط بمن يريد استخدام جامعاتنا وشبابنا, والازمة التي تمر بالمنطقة للتصعيد الاجتماعي الذي قد يخدم اغراضاً اخرى.
المشاجرات تحدث في أي مجتمع شبابي واي جامعة, لكن تواجد قاتل قد يكون مأجوراً أو تواجد مجرم ذو سوابق في مسرح المشاجرات الجامعية لا يمكن أن يكون له دلالة سوى التحريض على الدم والفتنة.
ملفت للنظر ان الضحايا الذين غدروا في احداث جامعة الحسين في معان تواجدوا بالصدفة في مسرح الحدث ولم يكن لهم اي خصومة او صلة بموضوع المشاجرة مما يدل ان القتل كان عشوائيا بهدف اسالة الدماء واثارة الفتنة وتوريط المنطقة بثارات عشائرية اسئلة عديدة نتمنى ان يجلي التحقيق غموضها.
هناك قوى سياسية معارضة ألقت اللوم على سياسات الدولة وهناك من يطالب الدولة الدخول في سباق العنف لتحقق هذه الاحداث المفتعلة اهدافها.
هيبة الدولة ان تطبق القانون على كل من يثبت تورطه وان يطال العقاب ادوات العنف ومن يوظف هذه الادوات وان تركز الجامعات ووسائل التوجيه والاتصال على تبصير ابنائنا بخطورة ما يُدفعون اليه.
نخشى ان وراء الشرر المتطاير من الجامعات تدبير لفتنة وقودها الشباب والمجتمع والرهان على اكثر المناطق فقرا وعنفوانا في الجنوب، فهناك من يدفع من وراء ستار لتوريط المجتمع والدولة في صراعات داخلية تفعل فعل الشرارة لخلق حالة مشابهة لما يحدث حولنا فمن يحاول تأزيم الاوضاع في مجتمعنا ويفتعل الاسباب لذلك.
علينا ان نواجه هذه الظاهرة ليس بالانغماس في الفتنة بل بالوعي الوطني والتكاتف الاجتماعي وتعزيز فعالية واستقرار الدولة وتقصي دوافع المتورطين في هذه الاحداث وتعبئة الرأي العام للحد منها علينا ان نقف بحزم في وجه الفتنة ادواتها واهدافها الخفية.