صبرا سوريا ... النصر أت

صبرا سوريا ... النصر أت
منذ اكثر من عامين ، وخناجر عرب امريكا وعملائها ، تطعن في جسد سوريا الحبيبة ، والحرب الاجرامية تتصاعد ، لتدمير كل ما بني على مدار عشرات السنين ، وقتل الشعب العربي السوري ، وتشريده في وطنه وخارجه ، وتمزيق سوريا الى كانتونات طائفية متناحرة ، خدمة لاسرائيل اولا ، لتهيئة الاجواء الملائمة لها ، لتحقيق يهودية دولتها ، لتصبح اقوى دولة في الشرق الاوسط ، وسط كيانات طائفية عربية متناحرة وضعيفة ، لن يستطيع اي منها ان يقف على قدميه ، من دون حماية اجنبية .
الحقائق اصبحت واضحة وضوح الشمس ، ادركها العارفون بتاريخ الصهاينة والاستعمار واعوانهم وعملائهم ، منذ اللحظة الاولى لبدء المؤامرة على سوريا ، حتى عندما كانت تخرج مسيراتهم "السلمية" في الاسابيع الاولى ، كنا نرى الخناجر المسمومة خلف ظهورهم ، وادركها لاحقا فئات كبيرة من شعبنا ، ممن خدعوا في البداية ، وانطلت عليهم خدعة "الربيع العربي" ، ليتاكدوا انه لم يكن الا ربيعا امريكيا صهيونيا بامتياز ، خطط له في الظلام ، ومنذ عقد من الزمان ، استغلوا فيه تعطش شعبنا لحرية الكلمة ، تماما كما جاءت فضائية الجزيرة عام 1996 ، لتروي عطش المشاهد لحرية السب والشتم ، قبل ان تدرك الاغلبية الساحقة من شعبنا ، حقيقة فضائية الجزيرة ، ودورها المشبوه ، الذي حددته المخابرات الامريكية ، وعلماء النفس الغربيين ، دون ان نكلف انفسنا بالعودة الى بديهيات الحياة ، التي تعلمناها منذ الصغر ، واولها ان فاقد الشيء لا يعطيه ، ومن يرعى الجزيرة في قطر ، ليسوا اهلا للحرية ، ولا نموذجا تطبيقيا لها ، تماما كما هو حالهم الان في سوريا .
اعداء الحرية لشعوبهم ، يدفعون مئات المليارات للاسلحة والمرتزقة ، من اجل "حرية" الشعب العربي السوري ، يصنعون التهجير المبرمج الى دول الجوار ، كي يسيئوا لصورة سوريا عالميا ، ويبرروا لاعداء الامة التدخل العسكري ، بحجة وقف المد التهجيري ، وانشاء مناطق عازلة ، كي تكون موطيء قدم لهم على ارض سوريا ، ونحن نعلم ان الغالبية من المهاجرين السوريين لدول الجوار ، هم اما من عائلات افراد العصابات المسلحة ، شحنوهم خارج سوريا ، كي يمارسوا حرية القتل دون خوف عليهم ، او كي يقبضوا مخصصاتهم المالية ، او يكونوا خلايا نائمة ، تستيقظ عندما يحين دورها ، سواء في سوريا او في الدولة المضيفة ، او احتياطا للعصابات الاجرامية ، كي يتلقوا التدريب ويعودوا الى سوريا مدججين بالسلاح ، من اجل استكمال الدور التامري .
ما يجري في سوريا ابدا لن يوصف بانه ثورة ، فالثورة من انبل الظواهر الانسانية ، عاشتها الشعوب لنيل حريتها واستقلالها ، ممن ارادوا لها ان تكون مستعبدة ، الثورة تسعى لتقدم الاوطان ، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفي كل مجالات الحياة ، وما يجري في سوريا هو استدعاء للاستعمار ، كي يحتل الاوطان ، ويعيد استعبادها ، وتدمير كل منجزاتها ، واعادتها قرونا للوراء .
الثورة تسعى لتحقيق العدالة والمساواة ، وحفظ كرامة المواطن ، وصون حقوقه ، وما يجري في سوريا ، هو استباحة انسانية المواطن قبل حقوقه ، بالقتل والتنكيل والخطف والتشريد .
الثورة تسعى لترسيخ الوحدة الوطنية ، ودعم رمزها الثابت ، القوات المسلحة ، وما يجري في سوريا ، هو تمزيق الشعب طائفيا ، وتقسيمه الى مواطنين بدرجات مواطنة مختلفة ، لا بل السعي الى اقصاء فئات كبيرة من الشعب ، ومحاولة عصابات الحقد والكراهية والعمالة اذلالها واستعبادها في وطنها ، كنتيجة للفرز الطائفي القذر ، والسعي الى اضعاف الجيش العربي السوري البطل ، فوصلت بهم العمالة ، الى حد مهاجمة مواقع الجيش في الجولان ، كي تصبح ارض سوريا ، لقمة سائقة للعدو الصهيوني .
الثورة تقودها نخبة من عشاق الحرية ، يضعون ارواحهم على اكفهم من اجل الوطن وعزته وكرامته ، ومن اجل مستقبل ابنائه ، يستنيرون بفكر ثوري انساني ، يهديهم الى طريق الحرية والتقدم والازدهار والكرامة والكبرياء ، يستنهضون همم ابناء شعبهم ، كي يحطموا القيد ، ويحافظوا على الوطن ، ووحدته ، ووحدة ابنائه ، وثرواته ، ويكونون في طليعة المضحين من اجل هذه الاهداف النبيلة ، بينما في سوريا نرى عصابات من المرتزقة الاجانب ، مشبعة بالحقد الطائفي ، والهوس الجنسي ، تساندهم فئة من السوريين ، من الطائفيين وقطاع الطرق واللصوص والزعران ، الذين باعوا وطنيتهم وانسانيتهم وكرامتهم للبترودولار ، يغدق عليهم بسخاء ، في وقت شحت هذه الدولارات المشبعة برائحة الغاز والكاز عن فلسطين وشعبها ، طيلة خمس وستين عاما ، وتقودها عصابات من العملاء والمشبوهين ، اتخذوا من لندن وباريس واستنبول والدوحة مقرا لهم ، يعيشون مرفهين في فللهم ، يتنعمون باموال القذارة ، ينتظرون انهيار سوريا ، كي يأتوا ليجلسوا على كراسي الحكم على انقاضها ، وفوق جماجم ابناء شعبها ، للاستمرار في خدمة اسيادهم ، ولتقديم ثرواتها لهم ، والتخلي عن كل الحقوق الوطنية لاعدائها الصهاينة ومن والاهم ، وكي ترفرف راية بني صهيون في سماء دمشق العروبة .
نقف اليوم مشدوهين ، ونحن نرى ما يجري في سوريا العروبة ، نرى احلام الصهاينة تتحقق ، لكن بايد عربية ، وبالمال العربي ، دون ان تخسر اسرائيل وامريكا ، والاستعمار الاوروبي القديم الجديد ، جنديا واحدا ، او فلسا واحدا ، لقد انهارت امة العرب ، اننا ننعى لكم الامة العربية ، لقد قتلتنا الردة ، انه عصر العملاء والخونة ، التي رفعت سوريا شعار التضامن العربي بعد الحركة التصحيحية ، كي تضع يدها في يدهم ، وتعيد تأهيلهم ، وتعيدهم الى عروبتهم ، ، لكن الخنجر المسموم باليد الاخرى ، خنجر العمالة والخيانة ، ابى الا ان ينغرز في الجسد السوري ، لانهم عبيد ، لم يعيشوا حياة الاسياد ، فلا بقاء لهم الا بعمالتهم .
بقدر ما نتألم لمعاناة شعبنا العربي السوري ، فاننا نفخر بصموده ووحدته ووعيه ، نفخر ببطولات جيشنا العربي السوري العقائدي ، الذي يتصدى لهذا الغزو البربري الهمجي في كل بقعة من ارض سوريا ، نفخر بانتصارته على العملاء وسحقهم ، نفخر بصمود وشجاعة وحنكة القائد العربي المناضل ، بشار حافظ الاسد ، ابن مدرسة التضحية والفداء ، مدرسة الثبات على الحق والمباديء ، مدرسة الاسود ، مثلما نشعر بالاحتقار ، لكل تجار الدين والجهاد ، الذين سقطوا عند اول امتحان ، فكشف شعبنا حقيقتهم ، كصنيعة للانجليز ، وربيبة للامريكان والصهاينة ، بعد ان تخلوا عن كل الشعارات التي تاجروا بها عقودا من الزمن ، وارتضوا الارتماء في احضان الاعداء .
شمس سوريا سوف تسطع قريبا في سماء العروبة ، نورا يضيء طريق سوريا المستقبل ، ونارا تحرق اعدائها ، سوريا الكادحين ، الذين يقدمون اليوم الدم رخيصا في سبيلها ، بعد ان هرب الفاسدون وانشقوا ، وسيندحر العملاء ومن ورائهم ، ليعيشوا الخزي والذل والعار الى الابد .

مالك نصراوين
m_nasrawin@yahoo.com
01/5/2013