احتقان الجامعات

لقد فاخر الأردن عبر عقود مضت بمستوى التعليم الأكاديمي الذي تتمتع به كوادره ومؤسساته التعليمية التي كانت مقصدا لطلاب العلم من مختلف الدول العربية وكان لأبناء الأردن الخريجين من جامعاتها الحصة الأكبر في وظائف دول الخليج بشكل خاص نظرا للسمعة الاكاديمية والسلوكية التي كانت تتمتع بها الجامعات الأردنية.

إن ما يحدث من مجازر في جامعاتنا في الوقت الحالي هو نتيجة قرارات حكومية متعاقبة أجهزت على هذه المؤسسات الناجحة في سبيل فتح الطريق أمام عالم المال للدخول الى هذا القطاع باسم جامعات خاصة وجهت خيوطها لاستقطاب الطلاب تحت ستار تطور الأساليب الأكاديمية وبالمقابل استمر الهدم الداخلي لبنيان جامعاتنا العريقة من خلال تفريغها من الكفاءات الادارية والدراسية وفتح جامعة لكل محافظة تكريسا لتفكير المناطقية السائد في المجتمع فانعدمت فيها أبسط وسائل التعليم التي تخرج أجيالا ذات علم وثقافة.
وكان من الطبيعي أن ينشغل الطلاب بتنمية أفكار التعصب الشللية حيث انتقل مفهوم الجامعة لديهم من منارة للعلم والثقافة وتبادل للمعلومات الى ساحة استعراض للقوى تستخدم فيها كافة انواع الاسلحة للتنفيس عن احتقان داخلي يعاني منه معظم الاردنيين بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ارحموا أجيالا أصبحت لا تتقن إالا السلاح والقتال للتعبير عن آراءها ومعتقداتها أيها السادة ،،،،