الأردنيون يتجهزون للحرب
اخبار البلد
مع ارتفاع سخونة الحدود الأردنية السورية، بدأ كثير من الأردنيين بالتسخين لحرب يعتقدون انها قادمة، لكنها على طريقتم في الاستعداد للحروب والأزمات التي ورثوها "كابراً عن كابر".
في بعض المحافظات وخصوصاً في الشمال، لا تجد حديثاً غير المعارك في سوريا وأثرها على الأردن، مع توصيات يضعها الأبناء في آذان ذويهم "اشتروا الطحين واستعدوا للقادم" من الحدود الشمالية.
وارتفعت مؤخراً وتيرة القتال بين المعارضة السورية وجيش النظام على حدودنا، ما أدى إلى سقوط قذائف داخل أراضينا، مترافقاً مع تهديدات وجهها الرئيس السوري بشار الأسد للمملكة متهمها بإدخال مسلحين إلى بلاده، التي تشهد معارك منذ أكثر من سنتين راح ضحيتها أكثر من 100 ألف قتيل، بحسب إحصائيات أممية.
"خرايط" السكر والأرز والطحين، صارت المنظر المشترك لشوارع مدن الشمال، حيث بدأ بعض سكانها بالتمّون لما يقولون "انه حدث قادم" ويتوقعون أن يؤثر على المنطقة العربية.
الثلاثيني محمد العتوم، من سكان جرش بدأ حديثه وهو يحمل وابنه "شوالات" الأرز والسكر والطحين بالقول "الله يستر.. المنطقة العربية تحترق برمتها وحتى نعمة اللقمة السائغة يريدون أن يفقدونا اياها".
ويشارك بهاء الرواشدة (27 عاماً) العتوم في وجهة نظره تجاه الربيع العربي، الذي تحوّل إلى الدم، وإرهاصاته التي ولدت الخوف لدى الأردنيين على مصير الأوضاع في الأردن كما غيره من البلاد العربية، مشيرا الى ان سكان العاصمة عمان التي يقطن فيها يتحضرون للقادم "على رائحة الأخبار التي يقرأونها عن أوضاع الحدود".
مصطفى الرواجفة (50 عاماً) يرى ان البلاد وسط ما يصفه بـ" معمعة الربيع العربي"، كانت صلبة وتزداد صلابتها، لكن ما يدور في سوريا قرّب الأزمة للأردن، بل أنه وضعه في "عين العاصفة"، مشيرا الى ان ثمة قادماً يتم "طهوه على نار حامية هذه الأيام وسيقحم الأردن رغما عنه في هذه الأزمة" على حد قوله.
نقيب تجار المواد الغذائية سامر جوابرة أكد ان الحركة على المواد الغذائية طبيعية، وان التجار يتفاءلون في تطورها مع بداية الشهر القادم "مع تسليم الرواتب".
وأضاف ان الحركة في مناطق الشمال كما هي ولم تتغير رغم تدفق اللاجئين السوريين، حيث أنهم يتزودون ببضائعهم من المنظمات الاغاثية، مشددا على ان حجم الاستيراد هذا العام بشكل عام أقل من العام السابق.
مصدر مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة، طلب عدم الكشف عن هويته، قال "إن المؤشر العام في ضوء معدلات الاستهلاك اليومي للمواد الأساسية أو التموينية، لا يشير إلى تزايد كبير في الشراء"، لافتا الى ان معدل استهلاك الأرز اليومي للمملكة يبلغ 533 طنا، وهذا المعدل مثلاً لم يتغير.
وأضاف المصدر:ان هنالك زيادة على معدل الاستهلاك نتيجة تدفق اللاجئين السوريين ويجري رصدها، بيد انه على العموم لم يتأثر المخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية من زيوت وسكر وأرز وطحين وقمح وحمص
الموطنون طالبوا الحكومة بتنوير شعبها في ادارة الازمات، بدلا من تركه كما في أيام الثلج والبرد، يدب الى شراء الخبز والحاجيات الأساسية، وكأنها ستنقرض من السوق، وفقا لوصفهم.
وقال المواطنون ان الإعلام الأردني يجب ان يضطلع بدور جديد في تنوير الراي العام الأردني، وعدم تركه في هذه الظروف التي يقولون أنها "صعبة وتزداد صعوبة