التطبيع فساد سياسي وانحطاط اخلاقي !


بسام الياسين
(( للذين اشاطرهم كراهية اليهود حتى العظم الجندي احمد الدقامسة،النائب العروبي غازي عليان،الصحفي احمد الدباس،الساخر محمد طملية،ابو يحيى ))

تزامناً مع الخطابات الاسبارطية،والاستعراضات البلاغية تحت القبة اثناء جلسة الثقة،كان الشارع الاردني مشغولاً بزيارة نائب للكيان الصهيوني،وتقديم التهاني للقاتل بيريز باستقلال "اسرائيل".زيارة شكلت هزة نفسية صادمة للجميع، كان لها ارتدادات عنيفة اكثر دوياً من مطاحن جعجعة الكلام في بازار المزابدات الوطنية.اعقبها قنبلة النائب المخضرم مصطفى العماوي من نوع حارق خارق التي فجرها في بحضن المجلس باعلانه :"ان نوابا كثرُ زاروا اسرائيل بتاشيرات من سفارتها".
*** لا يخفى على طفل رضيع ان مهمات النائب هي: الرقابة،التشريع،وتمثيل الشعب،أي بمجرد اعلان فوزه لم تعد تصرفاته وسلوكياته مُلك نفسه،بل يخرج من دائرة الدائرة والعائلة والعشيرة ليدخل دائرة الوطن ترصده عدسات المصورين و اقلام الصحافيين و عيون المواطنيين،وبالتالي يخضع لمحاسبة الجماهير التي هي اهم و اخطر الف مرة من القانون الداخلي للمجلس.بناءً عليه فان زيارة دولة العدوان مُجّرمةٌ شعبياً،ومُحرمةٌ دينياً،ومُدانةٌ قومياً،و ان ختم الاحتلال على جواز سفره اعتراف ضمني منه بشرعيتة،ودمغة عار على جبينه.
*** زيارة النائب للكيان الغاصب،تحت أي ذريعة تجارية،سياحية،علاجية، ام دينية هي اختراق مكشوف للثوابت الوطنية،وتنكر مفضوح لدم الشهداء،لان المُطبع كالتاجر الذي يوظف ماله للاتجار بالخبز ايام المجاعة،او كلاعب القمار الذي أَسْلَمَ نفسه،ورهن جمجمته للشيطان يتلاعب به كيف يشاء.فالمعروف ان اليهودي لا يقبل بالعربي لاعباً بل يريده العوبة، ولا يعترف به نداً بل مطية.
*** الاستطلاعات الاوروبية اجمعت جميعها،ان الشعب الاردني اكثر شعوب الدنيا كراهية لليهود بينما الهولنديون هم الاقل.ما يسعدنا كاردنيين ان كثيراً من المفكرين والادباء والكتاب والمملثين العالميين والساسة الاوربيين لا يقلون كراهية لهذا الجنس الماكر عنا، وهم في ازدياد مستمر منهم مثالا لا حصراً المفكر الفيلسوف الامريكي "تشومسكي" الذي يقال عنه "انه اكثر مخلوق على كوكب الارض يحمل علوماً ومعارف". هذا المناصر للقضية زار عمان قبل سنوات في طريقه الى فلسطين المحتلة، لكن حرس المعابر منعوه من الدخول لالقاء محاضرات،بينما استقبلوا النائب المحترم استقبال الرؤساء حسب ما نقلته التقارير الصحفية.ما يثلج القلب ايضاً ما نشرته صحيفة "اسرائيل هيوم" العبرية الثلاثاء الماضي الموافق 24/4/2013 ان الرئيس الامريكي السابق كارتر يحتفظ بارآء معادية لليهود،لانهم يكرهون المسيحيين و"يصفونهم بانهم قذرون و انهم غير مختونيين،ويرونهم كلاباً"،ناهيك ان الرئيس كارتر يعتبر اسرائيل دولة فصل عنصري.
*** يقابل الاستطلاع الاوروبي الذي كشف كراهية الاردنيين للصهاينة، استطلاع اسرائيلي اجرته جامعة "ارئيل" العبرية كشف ان 80 % من اليهود يؤيدون احتلال الضفة الغربية وطرد العرب منها،وبسط سيطرة الجيش عليها.هذان الاستطلاعان يجسدان التناقض الشاسع بين المشروعين العربي والصهيوني،لهذا يجب تصويب بنادق المقاطعة والرصاص نحو المشروع الصهيوني لانه العدو التاريخي للعرب والمسلمين منذ ان هبطت رسالة الحق على سيدنا محمد صلوات الله عليه.
*** الحقيقة الثابتة المطابقة للواقع،المثبوتة بالدليل القاطع التي احدثت زلزالاً عنيفاً في اسرائيل،وخلخلت قناعات يهود العالم بمعتقداتهم الخرافية،ما قاله اليهودي "فلنكشتاين" عالم الاثار الاشهر في اسرائيل بعد عمليات حفر مضنية تحت الاقصى الشريف،وفي مواقع مختلفة من الاراضي الفلسطنية المحتلة، "انه لا يوجد للعبرانيين قطعة فخار او عملة نحاسية تدل على وجودهم في هذه البقعة الجغرافية".
*** نقول للمطبعين و للشخصيات الاردنية البغيضة التي شاركت باحتفالات "استقلال اسرائيل": اين كانت اسرائيل قبل فلسطين لتكون دولة على صدورنا ؟.ولماذا تعطوها الشرعية بالمجان،وتساهموا في بناء اقتصادها بالاتجار معها ؟. اسرائيل جاءت من العدم وستذهب للعدم بزنود المقاومة و احرار العرب والمسلمين مهما علا بنيانها وتورم جيشها.هذا وعد رباني بسوء خاتمتهم وليس رجماً بالغيب او ضرباً بالرمل. فافعالهم الوحشية ايقظت الضمير الانساني و لا نقول الضمير السياسي الدولي ،فهناك نماذج عديدة تقاطع اسرائيل كالاتحادات الطلابية في امريكا وبريطانيا وجنوب افريقيا، ومنظمات إنسانية تقاطع منتجات المستوطنات الزراعية في كل اوروبا.وبلغ الامر ذروته بمشاركة بعض الشباب الاوروبيين الفلسطنيين بمقاومة الاحتلال ونصب خيام الاعتصام معهم،وكلنا يذكر الصبية البريطانية "راشيل" التي فقدت حياتها اثناء تصديها للدبابات.
*** في قلب هذه العتمة الدامسة والسواد الحالك، هناك نماذج اردنية وملاحم بطولية ومواقف وطنية تستحق الاعجاب بالتصدي للتطبيع وعار وادي عربة، على راسها ملحمة البطل احمد الدقامسة الذي لم يحتمل رؤية المجندات المغناجات يدنسن تراب الاردن الطهور ويستهزأن بصلاته،فامتشق بندقيته المقدسة و امطرهن برصاص معجون بالغضب.والحق احق ان يقال ان الدقامسة كان يستهدف وادي عربة ورؤوس المطبعين والموقعين .
*** الصديق الصحفي المرحوم احمد الدباس رفض عرضاً ملكيا من المرحوم الملك حسين بالعلاج في اسرائيل وقال رحمه الله:انني افضل الموت في الاردن على الشفاء باسرائيل،وفعلاً مات في مستشفى الجامعة الاردنية عزيزا كريما. الكاتب الساخر المرحوم محمد طملية رفض عرضاً مماثلا من الحكومة الاردنية للعلاج وآثر الموت في عمان عاصمة العرب وملاذ احرارهم .
*** النائب العروبي ورجل الاعمال الاردني غازي عليان سجل موقفا وطنيا مشرفاً حين رفض استقبال وفد اسرائيلي رفيع المستوى في مطاعم قصر النخيل بعمان،رغم الضغوط الهائلة التي تعرض لها،وشدد على موظفية تحت طائلة العقاب عدم السماح لاي يهودي ان يطأ عتبة "القصر"،وفعلا رد الموظفون "الوفد الرفيع على اعقابه خاسئاً مدحورا.في السياق ذاته يذكر الجرشيون ما فعله "ابويحيى" صاحب مطعم الخيام القريب من موقع الاثار، حينما فوجىء بوفد يهودي داخل المطعم برفقة نائب مطبع، فجن جنونه وطار صوابه،وقام بطردهم شر طرده. ولما سئل عن السبب قال لهم،وعيونه تتقادح غضباً والزبد يتطاير من فمه :"ممنوع دخول اليهود والكلاب ". اللافت ان المرحوم احمد الدباس و ابو يحيى كانت تربطهما صداقة قوية على قاعدة كراهية اليهود كما روى لي العروبي الصلب / احمد الدباس مما دفعهما للالتقاء بصورة دورية في المطعم الجرشي المذكور.
*** البطل الدقامسة دفع ثمن موقفه البطولي السجن المؤبد،فيما دفع النائب الوطني،والمحسن الكبير غازي عليان ثمن ولائه النقي وانتمائه المتجذر مكيدة قذرة حاكها قذرون لاغتيال شخصيته. ما يجب قوله في هذا المقام: الم يأن الآوان لفك اسر الدقامسة وتكريمه كبطل اردني ، ورفع الظلم الذي لحق بالنائب الوطني غازي عليان، واعادة الاعتبار لهما لان ما قاما به يستحق ارفع اوسمة الاخلاص والتقدير وليس المعاقبة والتشهير.
*** نختم : ان الانسان ابن بيئته وتاريخه،و المطبع دنس مُدنس فاقد لادنى حدود الوعي الوطني والالتزام الديني لان النجاسة جزء من تكوينه النفسي و تركيبته السلوكية المنحرفة.لذلك لا يُرجى شفاؤه،وان منطفات الارض اعجز من تطهيره،فالحل لهذه المعضلة الوطنية، الا بالحجر على المطبع كمصاب بالايدز العبري خوفاً من نقل عدواه لمن حوله ثم عزله اجتماعياً وسياسياً الى ان يموت وحيدا منبوذا.


مدونة الكاتب الصحفي : بسام الياسين