قطعاً لا لوجود الجيش الأمريكي عندنا
البعض فهم من مقالتي «لنقف مع البلد ومع الجيش» المنشورة امس بأني اقبل وجود الجيش الامريكي في ديارنا، او اني اشرعن او ابرر ذلك العار.
قطعاً هذا فهم خاطئ وغير مبرر، فكل ما اردته في المقالة أن ادعو الجميع ان يقف الى جانب الجيش الذي سيتحسر لوجود الامريكي دون ان يملك ان يفعل شيء، فهذه من خطايا السياسي ولا دخل للجيش فيها.
اما من ناحية المبدأ الذي لا نقاش فيه، فنحن الاردنيون نرفض من باب الوطنية والسيادة ان يتواجد اي أمريكي على ارضنا ليكون اداة للتدخل في الشأن السوري.
لا يمكن لنا بحال من الاحوال ان نفكر ولو للحظة بإعطاء شرعية لوجود عسكري امريكي في بلادنا، فهذا أمر رفضناه في السابق وما نزال نرفضه، ولن نتراجع عنه قيد أنملة.
الحقيقة أن التواجد الامريكي في الشمال بات واقعا وحقيقيا، ويجب علينا ان نرفض ذلك، وان نقاومه بكل الوسائل السياسية المتاحة.
والحقيقة أن جيشنا الباسل يعرف ذلك ويعاينه بأم عينه، وهو –أي الجيش– مطالب اليوم أكثر من غيره بمهام فاعلة لحماية الحدود، وللعمل من اجل منع المخاطر المحتملة والحتمية.
إن موقفنا من النظام السوري القاتل لا يبرر لنا بأي درجة ان نقبل بدخول الخارج على خط التدخل العسكري، فما نزال نطالب بعزل الازمة عن العسكرة الخارجية، وان الثورة مطالبة بنزع شوكها بنفسها.
ونكرر موقفنا الى المالانهاية أن أي قرار اردني صدر او سيصدر بإعطاء الامريكي او الاسرائيلي أي وجود او تسهيلات من اراضينا، هو قرار غير وطني، وغير مشرف، وهو مرفوض ولا مزايدة بيننا على الامر، فالاردنيون متفقون على ذلك.
أتفهم اندفاعة البعض وضبابية تقيمهم احيانا لما يقال او يصدر، فالظرف دقيق والكل قلق ومرتبك، لكن دعونا نهدأ قليلا ونقرأ بهدوء، ونبتعد عن التشكيك غير المبرر.
سأبقى أطالب بضرورة الوقوف مع البلد ومع الجيش؛ لأن الوقت عصيب، وعمق الرؤية والمحبة للوطن تحتم علينا ان ندع خلافاتنا قليلا حتى تمر هذه العاصفة الرهيبة.
مرة أخرى أنا أعتذر عن سوء الفهم، لكن الحقيقة أني ارفض وجود الامريكي هنا، فهذا انتقاص من السيادة، ويجب مقاومته بكل السبل، وتبقى الاردن أغلى من كل الترهات.