أمة حبرا على ورق ...!!!



تلك هي الحقيقة ، وهذا هو الواقع ، ولا مجال للشك في ذلك ، أمة تكتب حبرا على ورق ولا تقرأ ، تضع الخطط ولا تعمل ، ترسم الأشكال والمناظر ولا تتأمل ، تعرف ما يسير هنا وهناك وسرعان ما تتغير وتتبدل ، هي حقيقة في عالم الخيال ، وواقع مفروض علينا بلا جدال ، خذ مثال من واقعنا الأليم ، من معالي الوزير إلى عطوفة المسؤول أبعث إليكم هذا الكتاب والذي هو بعنوان " التطوير التربوي " يختم الوزير ، ويبصم المسؤول ، ويكتب الموظف الغلبان الورق ، يتصل الوزير بالمسؤول ماذا جرى وحصل ؟ يجيب المسؤول على الفور أصبح عندنا حزمة كبيرة من الورق ، يغرد الوزير ، ويصفق المسؤول ، وينهك الموظف بلا أدنى فائدة على المجتمع تعم ... هو واقع نعيش ... نكتب ولا نقرأ ، ونقرأ ولا نفهم ، ونفهم ولا نستنتج ، ونستنتج ولا ندرك ، وندرك ولا نطبق ، والمشكلة تكمن في التطبيق ... لا في القراءة ولا في الكتابة ولا في النظريات الماجنة ، يحدثك الشيخ عن سماحة الإسلام ، وسلوكه من سماحة الاسلام براء ، ويروي لك التاجر قصصا يشيب الرأس من هولها عن الخيانة ، وعدم صون الأمانة ، وهو أول فاقد للأمانة ، ويضرب لك المعلم دروسا عن الصبر والتضحية ومكارم الأخلاق ، وعلى أرض الواقع تراه يعيش في كوكب آخر ... المشكلة في التطبيق ... تسمع من المسؤول أحاديث عجيبة عن الواسطة ، ومدى تأثيرها على الدولة والمجتمع ، ثم يكون هو زعيم الواسطة وقائدها ، ثم تسمع من رجالات السياسة كلاما منمقا ينتقد النظام ورجاله ، وعن حجم الفساد ومن يقف وراءه ؟ ، ثم تنظر إلى بعضهم فترى الفساد فيهم يسبح سباحه ، قصصا كثيرة ، وروايات عديدة ستسمعها هنا وهناك ... يقولون ما لا يفعلون ... هذه هي الحكاية ، ما الحل يا قوم ...؟؟؟ من منا يضحي ، ويقدم تنازلا جوهريا يخدم الأمة ...؟ كفى عبثا بمصير هذه الأمة ، كفى تنظير ، كفى حبرا على ورق ، كفى ثقافة ومعرفة لا يتبعها عمل ، كفى خطبا ودروسا وعبر ، كفى قصصا وروايات وحكايات ليس لها ثمن ، المطلوب عمل وليس أي عمل ، المطلوب إخلاصا ومثابرة وتطبيق جاد وليس هزل ، فكل أمر لا يطبق هو كلام فارغ ، وحبرا على ورق ، وهذا واقع أمتنا بلا شك ... بئس هي الخطط والنظريات والخطب وكل شيئا نقوله وندرسه ولا يطبق ... فأساس هزيمة القول الذي لا يتبعه عمل جاد ، كل الأمم نهضت إلا أمة الاسلام تراجعت يوم أن توقفت عن العمل ...

بقلم : محمود العايد