حزب الوسط الإسلامي ..



حزب الوسط الإسلامي أو ما اصطلح على تسميته بهذا الاسم نعتقد بأنه ليس له من اسمه نصيب فهذا الحزب وببعض شخوصه وبكثير من مواقفه لم يعد يقنع كثير من الأردنيين بأنه حزب إسلامي وسطي همه الإصلاح .بعض القائمين عليه والمؤثرين في قراراته متقلبون في مواقفهم ومبادئهم فتارة يهاجمون الحكومة وتارة يتقربون منها دون مبرر أو مسوغ.

 أحد البارزين في الحزب يتخذ من مركزه الإعلامي منبرا للحقيقة وهو لا يقول إلا افتئات على الحقيقة وتزويرا لها.هذا الحزب الذي لا يمكن أن نصف حالته إلا بالتطرف في الخضوع للدولة ومآربها ودهلزاتها ومسرحياتها الهزيلة والدرامية في إدارة الشأن السياسي هذا الحزب ربما أنشئ برعاية الدولة وبتنسيق معها ودعم كامل منها فكيف هذه الوسطية ؟ وإذا كانت هذه هي الوسطية فإننا لا نرغب بهكذا وسطية على الإطلاق. هذا الحزب وبمواقفه وبمنحه الثقة للحكومة وتغيير موقفه في الدقائق الأخيرة قبل التصويت على الحكومة يضع علامات استفهام كبيرة على ما يعلنه من تصريحات وخطط وأهداف.

يتساءل بعض الأردنيون ما الذي يجعل بعض شخوص هذا الحزب يستمرئون الخضوع للأجهزة ألأمنية والحكومية وأن يقبلوا على أنفسهم لعب دور "المخبر" أو "المتعاون" بدلا من دور المشرع والمراقب والممثل للشعب؟ نعم يستاءل بعض المواطنين وأنا من ضمنهم هل هي شهوة السلطة وسحر المنصب الذي يدفع بهكذا حزب لهكذا نمط من السلوك السياسي الانتهازي؟ كيف يقوم بعض ممثلي هذا الحزب في مجلس النواب بإلقاء كلمات نارية استخدموا فيها كافة أسلحة التمثيل والاتصال اللفظي والحركي للتحدث عن العدالة والإصلاح ليأتوا بعد يومين ويمنحوا الثقة لعيون الوطن؟ لا أعلم تفسيرا لهكذا سلوك ولا أستطيع أن أقبل أن العطش للمواقع الوزارية والعضوية في مجلس الأعيان تفتن الرجال بهذه الطريقة ؟ ما قيمة المنصب الوزاري أو العيني في غياب المبادئ والقيم العليا التي توجه السلوك؟ أين الوسطية الإسلامية التي يتبناها هذا الحزب فالإسلام دين الحق والكلمة في حضور أهل السلطة الجائرين؟ أين الوسطية التي تتحدثون عنها وأنتم اتخذتم مواقف ضد الشعب وضد الحقيقة من خلال منابركم الإعلامية؟ ما قيمة هذه المناصب الفتات و الهلامية إذا كانت تأتي بالتمرغ والتقلب والتزلف للسلطة طمعا في أن يصبح لشخوص محددين مكان وقيمة على المسرح السياسي الأردني؟ أقول ولسان حال كثير من الأردنيين يقول ما قيمة منصب وزير في دولة مفلسة ومنهوبة مثل دولتنا ؟وما قيمة منصب عين أو وزير ونحن نرى قادة دول يسحلون من قبل شعوبهم أو يحزمون حقائبهم هاربين مذعورين من شعوبهم التي ظلموها أو استعبدوها؟ بئس الطموح وبئس الهدف إذا كان يأتي بالهوان والصفقات غير النظيفة ودون الكبرياء التي عهدناها عن الأردنيين وصدق عنترة ابن شداد عندما قال: 

لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل 
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل 

السؤال الذي لا أستطيع لا أنا شخصيا ولا من يؤمن بفكري ومنهجي الإجابة عليه هو من الذي دفع بهؤلاء نواب حزب الوسط الإسلامي للوصول إلى القبة؟ من الذي انتخب هذا النمط من السلوك النفعي المراوغ المتعاون مع من ظلم الأردنيين وصعب عليهم حياتهم؟ هل كانوا مضللين وصدقوا اللحى والكلام المدعوم بآيات وأحاديث صحيحة ولكن تم استخدامها لإقرار باطل؟ كيف انخدع الأردنيون الذين أوصلوا هؤلاء النفر إلى سدة البرلمان وهم يعلمون علم اليقين أن هذا الحزب هو حزب الدولة وحزب الحكومة وهو ظلها الذي يلازمها وأن إنشاءه جاء مناكفة ونكاية بحزب الإخوان المسلمين ؟ نعم إنه أنشئ على باطل وهدفه ليس الوطن وإن استطاع الحزب بأن يضم أو يخدع بعضا من الأفراد الذين نحترمهم. هذا الحزب قصد منه تسويق صورة النظام داخليا وخارجيا والإيحاء بأن لدينا تنوع في ديمقراطيتنا المزعومة وأن هناك فرق إسلامية غير الإخوان المسلمين مشاركين في العملية السياسية وهذه ذرائع لا يصدقها حتى الجنين قي بطن أمه.

حزب الوسط الإسلامي هو حزب الحكومة وأداتها لتمرير ما تستطيع تمريره وهذا الحزب ليس وسطيا ولكنه حزب متطرف في الإصغاء لدائرة المخابرات العامة والتحدث باسمها وهو حزب لم ولن يقنع كثير من الأردنيين حيث أن بعض أعضاء هذا الحزب الإسلامي لم نعهدهم يؤدون الصلاة وإذا بهم يصبحون في غضون عشية وضحاها دعاة للوسطية الإسلامية التي لا نقف ضدها ولكن نشكك في مصداقيتها عندما نرى ازدواجية في السلوك وتعامل كوكيل لدائرة المخابرات العامة ونحن لا نقول إلا ما قاله المولى جل في علاه" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {التوبة/109 .

 الدكتور أنيس خصاونة