اهلنا الارمن

أهلنا الأرمن ...نحن معكم
عاطف عتمه
لم نكن نعرف أهلنا الأرمن في الأردن إلا جزء من نسيجنا الوطني الأردني وأردنيين أردنيين يفتدون الأردن بأرواحهم ودمائهم ، وقد عشنا معا تربطنا علاقات المحبة والوفاء والقرب والمودة ، لم تفرقنا يوما عن بعضنا عثرات الزمان – والحمد لله – ، وذلك منذ هجرتهم القصرية ومجزرتهم التي نفذتها جمهورية الأتراك عام 1915 وذهب ضحيتها ما يزيد عن المليون ارمني ، وهي ثاني اكبر مذبحة في التاريخ الحديث بعد الهولوكوست .
تجمعنا مع الأرمن ذات المأساة وان اختلفت في حجمها وبشاعتها ، إذ تعرض العرب لنفس المجزرة من الجمهورية العثمانية ، كما هي شعوب مسيحية واثنيه عرقية أخرى، كما تجمعنا مأساة تهجير شعب وذبحه وإحلال شعب بمواثيق ومعاهدات ومؤامرات دولية وهو الشعب الفلسطيني فالمصائب تجمع المصابين .
لقد استقبل الأردنيون إخوانهم الأرمن كعادة الأردنيين في نخوتهم وفزعتهم ، وعشنا معا وتقاسمنا اللقمة والوجدان والمأساة وتشاركنا إحزاننا وفرحتنا ، وهو ما جرى في اغلب دول الجوار العربي واندمج الأرمن في الأردن وأصبحوا جزء من ذاكرة المكان في عمان وإحدى معالمها الحاضرة في حي الأرمن ، وساهموا يبنون الأردن بزنودهم وعقولهم ومناجلهم ووجدانهم بأمانة ووفاء وإخلاص لا تشوبه شائبة وهي شهادة نقدمها إمام الله والتاريخ .
حسنا فعلت رابطة الكتاب باستضافتها لأمسية ثقافية رائدة بحضور كبار الثقافة في البلد ممن نرفع قبعاتنا ونحني لقاماتهم الفكرية الكبيرة موفق محادين وحسين نشوان ود.عائدة النجار ود.سليمان الازرعي وآخرون وبحضور نخب أردنية وشخصيات أردنية ارمني وحضر التمازج والتماهي والانصهار الثقافي ليحضر دور المثقف النوعي قبل السياسي .
بكيت إثناء عرض صور لمذبحة الأرمن وما جرى للنساء والأطفال ، عرفت عظم مكامن الشر في الإنسان وعرفت مكامن الحياة والحب في عيون من حضر وتغريدات الشابات الجميلات ، وعشت اندماج الأرواح والمشاعر وخلجات الحزن وقد تغنت تالينا ملكيان في قصيدتها " صوت الشاعر " وسيتا شكريان وسارة اريداكسيان بقصائد فصيحة العربية التي وسعت مشاعر المأساة بإلقاء العربية الفصيحة ، بينما غنت نتالي سانجيان أغنية مأساة مذبحة اضنة " ديلي يامان " بالارمنية وأداء فني رخيم جذل ففهمنا عمق المأساة ، وكانت مساهمات ثقافية رائعة من الكبيرين سليمان الازرعي وحسين نشوان ، وعرض قدمه الارمني المهندس زهير سمينيان عن تاريخ علاقات الأرمن مع العرب والمسلمين منذ النبي الأعظم – صلى الله عليه وعلى والديه واله وبارك – وإقطاعه لمقدساتهم وحفظه لأديانهم ورهبانهم ، وفي المحصلة فان يوم 24 نيسان يوم اسود في تاريخ البشرية إلا إننا نعاهدكم أننا معكم يا أهلنا الأرمن ماضون في مشاعركم وماساتكم حتى آخر قطرة روح .