الزواحف البشريه

  

الزواحف هي حيوانات رباعية الارجل ، وهي اربع رتب اشهرها التمساحيات والحرشفيات والسلحفيات ، وفي دنيا الثورات كثرت الزواحف البشرية خاصه الحرشفيات ، التي تمثل الثعابين والافاعي اشهر فصائلها .

ففي لحظات التحول تنشط الزواحف ، لانها مثل مواسم التزاوج ، يبحث كل زاحف عن سيد جديد او سادة جدد ليقفز في قاربهم ، طامحا وطامعا خلعها منه زمن الثورات بعد عقود من التعري ، واذا كان السيد الجديد رئيسا او وزيرا او متنفذا او رجلا راسماليا ، فاهلا بالكتابه ونعم ، فما دامت ماكينات الصراف الآلي تعمل بانتظام فلا يمكن استخدام حبوب منع الكتابه واللقاءات الصحفيه ، او تجنب طقوس الرقص على الاوراق .

الزاحف يبدأ موسم التزاوج بالتودد مثل جميع الزواحف وينتظر صحيفه او موقع الكتروني او شاشه فضائيه ليعرض نفسه في السوق ، حتى ينتهي به الحال الى احضان احدهم ليبدأ التخصيب ن وكما الزواحف يقوم الزاحف برقصة التزاوج ، وهي خليط من المتناقضات ، فهي عضات ودفعات ومداعبات وملاحقات ، واذا بدأ العض فأنه يعلم انها ستنتهي بالمداعبه ، فهي احدى السبل للوصول الى الغايه ، خاصه لو كان لديه عمود يومي او اسبوعي او مساحه في البث الفضائي .

واذا كانت الطبيعه تلزم الزواحف بتجديد جلدها من حين لآخر ، فأن الزاحف يسعى للتجديد دائما ، فهو استاذ في الانسلاخات ، وهو يتشبه بالسلحفاء حينا عند القسوة عليه ، فينسلخ من افكاره تدريجيا لكي يصبح على مسافه (بين بين ) في حين يتماثل مع الافعى التي ينسلخ جلدها قطعه واحدة لو شعر بان الامور دانت لاحدهم .

الزاحف البشري لا يتحرك على قدميه ، بل يتحرك منبطحا ، فهي الحركه المثلى ، فهو غير قادر بحكم الطبيعه ، على الارتفاع عن سطح الارض ، ومن ثم ينال منها كل قذارتها دون خيراتها.

الزواحف البشريه تبيض ولا تلد مثل فصيلتهم الحيوانيه ، واخراجهم يكشف انهم كانوا من اكلة العشب او من اكلة اللحوم ، واغلبهم يفضل اللحوم ، خاصه على موائد القوم في فنادق الخمس نجوم .

الزواحف البشريه يصفون سادتهم انهم الوحيدون الصالحون لقيادة البلاد ، ويطلبوا من الجميع افساح الطريق له ، وهنا تغلبه طبيعتة في تزيين الكلمات ، مثلما تفعل اناث الافاعي التي ترقص في العراء لياتيها ذكرها ، فتنتهي رقصتها بتشابك الذيلين وعندها يتم الاخصاب ، والزاحف يعشق التطبيع مع الجميع خاصة الاشرار ، فهي غايه المنتهى بالنسبه له ، ولو جاء ابليس سيتالف ويتحالف معه ، ولن يكتفي بالتبرير ،بل سيستخدم قدراته في القرع والتدليل .

والزاحف اعتاد ان يبيض اسبوعيا مقالا او مقابلة يتلوى فيه في حركات تموجيه لانه يخشى الاستقامه ، فالاعوجاج طريق حياته ، فلا يستطيع ان يدعوا او يكتب لوجه الله او اخلاصا للوطن ، ويستخدم قلما يعاني من التسلخات والالتصاقات ، والزاحف لا يكون سالما من الزحف الا في حال تحليه بخصال ثلاث امانه ومصداقيه وكرامه ، وفي حال غابت عنه احداها فهو زاحف حتى الموت ، يقتات على جثث الغير .