دولة الرئيس ..تكلم يا رجل !!!!
ا
” اذا أردت ان تطاع اطلب المستطاع”, مثلٌ مميز وله بعد سياسي وفيه من الحكمة الكثير, وان كان البعض ممن تحركهم حماستهم واندفاعهم لا يؤمنون به أبدا, هذا حقهم ان لم يكن في حماسهم تسرعا قد يضر بالمجموعة كلها, وهذا الان ما أراه ماثلا أمامي وأنا أوجه خطابي لدولة الرئيس سمير الرفاعي, ولكنني سأحاول متسلحا بحماسي وباندفاعي إيمانا مني بان وطني فوق أي اعتبار وان حدود مملكتي الاردنية الهاشمية لا تعرف زمانا ولا مكان, لذلك يا دولة الرئيس سأوجه كلامي لك مخاطبا هاتفا وليس متمنيا راجيا, ان الزعامة الوطنية في أي دولة وفي أي نظام في العالم لها مقوماتها ولها أصولها, فيها من الوراثة وفيها من مكتسبات الحياة, لا تفضيل بينهما فهما ينصهران معا ان وجدا كليهما, ولكن أكثر ما يميز الزعامة الوطنية في أي مكان وزمان هو لسانها وقوة خطابها وجراءة طرحها, لغتها التي تخاطب فيها الشعب عامة, فكثيرا من الزعماء الوطنيون خلدوا بفعل أقوالهم أكثر من أفعالهم, وان كانت أطروحاتهم النظرية التي لم تطبق يوما وان طبقت لم تنجح هي التي نقشت حروف أسمائهم في صفحات التاريخ حضورا مميزا وان أثارت جدلا,
لن أتطرق لأمثلة ولن اذكر أسماء قد تبعدنا عن الفكرة اليوم ولكنني سأحاول جاهدا ان أدلك على هذه الطريقة التي للان لم نراها فيك وهي طريقة مخاطبة الشعب بكل وضوح وصراحة, أسلوب التواصل الشعبي المباشر من خلال الكلمات التي تخرج من فمك لآذانهم دون نُطاق إعلاميون ودون محررون يصيغون العبارات, اطل علينا نحن الشعب وتحدث بما لديك من أرقام ومعطيات وأخبار ودافع بها عن إدارتك وعن أسلوبك في تولي زمام رئاسة الوزراء, جمع كل ما اخذ عليك وضع الشعب العامة في صورة الوضع, اجلس بكل أريحية وتحدث بكل طلاقة, لا نريدها بالفصحى منك ولا نريدها نثرا ولا شعرا ولكن نريدها كلمات واضحة وصريحة. دولة الرئيس لن أُحملك فوق طاقتك ولن أقول كن زعيما وطنيا, هذا ما قصدته حين قلت اذا أردت ان تطاع اطلب المستطاع, فليس انتقاصا منك انك لا تحمل صفات الزعيم الوطني المتبع باقتناع, لن أنكر إرثك من حملة لقب دولة رئيس الوزراء, ولكن تاريخك لم يكن أبدا في مجال العمل الوطني, وان قلنا ان جلالة سيدنا حفظه الله ورعاك قد اختارك لهذه المهمة الوطنية بطبيعة الحال لأسباب اقتصادية فلا باس عليك ان ظهرت علينا على العلن وأخبرتنا ماذا حققت وماذا تريد ان تحقق, ولماذا هذا ولماذا ذاك, لماذا فشلت او لماذا لم تنجح في هذه الجزئية او في تلك الحيثية, كلمنا واخبرنا ماذا يحدث في عهد توليك رئاسة الحكومة, لا تجعلها أبواب مغلقة تنقل التوجيهات, بل هذا التلفزيون والراديو الوطنية الرسمية تحت أمرك حسبما أظن, أعلن انك تريد مخاطبة الشعب عامة وكافة, وقل هذا انا وهذه إدارتي وان كان هدفي ان ارضي جلالة الملك, فلا تنسى يا دولة الرئيس ان جلالة الملك حين كلفك لم يكلفك إلا من اجل الشعب والشعب فقط, فهذا ابسط حق لنا عليك هو ان نسمعك ونحصل على المعلومة مباشرة منك دون واسطات ودون فلترات.
دولة الرئيس لا أنكر أبدا أنني من أكثر الناس مطالبة برحيلك, ولكنني من أكثر الناس مطالبة وباستماتة ان لا نظلم أحدا مهما كان, كلها مؤشرات وأوضاع صعبة نعيشها كشعب لم يترك لنا خيارا في الحياة اليومية إلا ان نلعن ونثور ونغضب, وبطبيعة الحال أنت رئيس الوزراء صاحب الامر المكلف به من جلالة الملك, لن نلعن مدير مؤسسة استهلاكية ان لم يتوفر لديه سكر او رز, ولكننا سنلعن المسبب في عدم توفرهما, نريدك ان ترحل لأننا مقتنعين انك لا تشعر معنا, علك تعمل بكل جهد ولكن عندما تفقد الشعور بمعنى المعاناة ومعنى أن لا تستطيع ان توفر قوت يومك وتخشى تقلبات الزمان في ابسط صورها من ان ترميك في الحضيض تبقى أعمالك وقراراتك مجردة من الإحساس لأنها قرارات تتخذ من مبدأ هذا إلي طلع معنا والي نقدر عليه, ولكن عندما تشعر بمعنى المعاناة فان قراراتك تكون من مبدأ يجب ان انجح و لابد من النصر لا بد ان يتغير الحال للأفضل. دولة الرئيس أتمنى أني بسطت نفسي واستطاعت كلماتي من اختراق جدار الوجدان والتفكير الايجابي لديك,
نعم نريدك ان ترحل سريعا, لكننا نحب الاردن بكل أركانه نظاما وشعبا وجيشا وترابا وماءا على شحه, وبالتالي حكومةً المفترض أنها منا ولنا ومن اجلنا, نريدك ان تستقيل بكل طاقمك, ونريد ان نحاسب كل مقصرا على عمله, ولكن قبل هذا وكله ولأننا نعشق الاردن فنحن الأغلبية البسيطة ولكننا الذكية المتزنة التي رفضت الانسياق وراء هذا التيار وذاك التوجه الداعي لإسقاط حكومتك, لأننا لم نراهم على سوية في توجهاتهم, ولم نمسح من ذاكرتنا ماضيهم القريب حين كانوا أبواقا لأنظمة خارجية, حين كانوا يسترزقون من وراء مواقفهم الداعمة لكل شيء إلا الاردن, هؤلاء المدعون الوطنية مؤخرا بعدما أغلقت أبواب مصادر تمويلاتهم الفكرية والمادية الخارجية. دولة الرئيس اخرج علينا وخاطبنا وكلمنا وتحدث إلينا بدون رتوش ولا فلتره ولا تزويق ولا تنميق, تحدث إلينا واخبرنا ما الذي يحدث ولماذا يحدث, قل لنا ماذا تنوي أنت وماذا تريد ان تحقق من اجلنا وليس من اجل اسمك وسيرتك الذاتية, ان أقنعتنا بكل حق وشفافية دون تزوير للحقائق فأنت منا ونحن معك سندا عونا, وان لم تتمكن من إقناعنا فلم تخسر شيئا سوى انك حاولت واجتهدت, ولن يتغير موقفنا بشيء في مطالبتنا لرحيلك, اخرج الى الشعب وارمي أوراقك كاملة أمامهم, تماما كما تبلغ سيدي جلالة الملك بأخبار حكومتك ومجريات الأحداث وسير الأوضاع, خاطبنا وابلغنا فنحن الشعب الاردني النشامى كما كنا و سنكون دائما أبدا نحن الملك والملك نحن, فلا وجود إلا لنا معا حتى يرث الله الارض وما عليها, عهدا و ولائا وانتماءا وطاعة في غير معصية الخالق, فاخرج الان يا دولة الرئيس واحكي يا رجل, او ارحل بصمت ويكفيك ما نلته لنفسك وما نلته من أنفسنا. دولة الرئيس هذه الفرصة صالحة لفترة قصيرة جدا ولا يمكن جعلها ورقة تستخدم في وقت لا تنفع فيه, فهنالك دائما خطا رفيعا في العمل الوطني السياسي ان تجاوزناه لا يمكننا العودة عنه أبدا.