الثقة بالنسور.. كيف تبدو الصورة من واشنطن؟
ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ، ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻟﻮزاري اﻟﻤﺮاﻓﻖ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﷲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ
ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ د. ﻋﺒﺪﷲ اﻟﻨﺴﻮر؛ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ اﻟﻮﻓﺪ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﺗﺴﻨﺖ ﻟﻪ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎت ﻋﻠﻰ
ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻷردﻧﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﻓﻨﺪق "رﺗﺲ ﻛﺎرﻟﺘﻮن".
ﺑﻌﺪ أن اﺟﺘﺎزت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻣﺘﺤﺎن اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ، ﺳﺎد اﻧﻄﺒﺎع ﻟﺪى اﻟﻮﻓﺪ اﻟﻤﺮاﻓﻖ ﺑﺄﻧﮫﺎ ﻧﺘﯿﺠﺔ واﻗﻌﯿﺔ، وﻛﺎﻓﯿﺔ أﻳﻀﺎ.
وﻗﺪ وﺻﻒ أﺣﺪ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻤﻠﻜﻲ ﻣﺎ ﺟﺮى ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ طﺮﻳﻖ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﮫﺪف
اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﯿﺦ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن.
اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺬي أُﺑﻠﻎ ﺑﻨﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻗﺒﻞ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ اﺟﺘﻤﺎع ﺻﺒﺎﺣﻲ ﻓﻲ ﻓﻨﺪق "اﻟﻔﻮرﺳﯿﺰﻧﺰ" ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت
اﻟﯿﮫﻮد اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﯿﻦ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ، اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﻮر ﻣﮫﻨﺌﺎ. وﻗﺎل ﻣﻘﺮﺑﻮن ﻣﻨﻪ إﻧﻪ ﺑﺪا ﻣﺮﺗﺎﺣﺎ ﻟﻠﻨﺘﯿﺠﺔ، وھﻮ ﻳﺄﻣﻞ ﺑﺄن
ﺗﻜﺮس ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻗﯿﺎم ﺗﻜﺘﻞ أﻏﻠﺒﯿﺔ داﻋﻢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻗﻄﺐ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ﺑﺮاﻣﺠﯿﺔ، ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻌﻤﻠﯿﺔ
اﻹﺻﻼح اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺧﻄﻮة إﻟﻰ اﻷﻣﺎم.
وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻧﺎﺻﺮ ﺟﻮدة، وھﻮ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﺴﻮر اﻟﺬي ﻳﺮاﻓﻖ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ زﻳﺎرة واﺷﻨﻄﻦ، ﺗﻠﻘﻰ
اﻟﺘﮫﻨﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺪ اﻷردﻧﻲ، وﻣﺎزﺣﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﻘﻮل: "اﻵن ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺘﺤﺪث رﺳﻤﯿﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻷردن".
ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺷﻌﻮر أﻳﻀﺎ ﺑﺄن اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺳﯿﻜﻮن ﺻﻌﺒﺎ. إذ ﻳﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء، أوﻻ، إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﯿﻞ
ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، وﻓﺎء ﻟﻮﻋﺪ ﻗﻄﻌﻪ ﺑﺈﺷﺮاك اﻟﻨﻮاب ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ؛ وﺛﺎﻧﯿﺎ، ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻗﺮار رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻜﮫﺮﺑﺎء ﻧﮫﺎﻳﺔ ﺷﮫﺮ ﺣﺰﻳﺮان
(ﻳﻮﻧﯿﻮ) اﻟﻤﻘﺒﻞ.
ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪھﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﻳﻮم اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ وﻗﺒﻠﮫﺎ، ﻛﺎن ﺟﻼﻟﺘﻪ ﻳﺸﯿﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﺒﺔ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن. وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﮫﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﷲ اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺟﻼﻟﺘﻪ أو أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ اﻟﻤﺮاﻓﻘﯿﻦ ﻟﻪ ﻳﻌﻠﻤﻮن إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﺘﺠﺘﺎز اﻣﺘﺤﺎن اﻟﺜﻘﺔ أم ﻻ؛ ﻻ ﺑﻞ
ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﮫﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻌﺪون ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺳﯿﻨﺎرﻳﻮ ﺣﺠﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪي ھﺬه اﻟﻤﺮة.
اﻟﺘﺤﺪي ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻻ ﻳﺨﺺ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﺴﻮر وﺣﺪھﺎ؛ ﻓﺎﻟﻨﻮاب أﻳﻀﺎ أﻣﺎم ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻻ ﺗﻘﻞ أھﻤﯿﺔ، ﺗﺄﺗﻲ
ﻓﻲ ﺻﺪارﺗﮫﺎ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ، ﻛﻤﺪﺧﻞ أﺳﺎﺳﻲ ورﺋﯿﺲ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺠﻠﺲ، وﻣﺄﺳﺴﺔ دور
اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﯿﺔ، ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﻧﺸﻮء ﺣﯿﺎة ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ وﺣﺰﺑﯿﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺪوﻧﮫﺎ اﻟﺘﻘﺪم ﺧﻄﻮة واﺣﺪة ﻋﻠﻰ طﺮﻳﻖ
اﻹﺻﻼح.
اﻟﻤﻠﻚ واﻟﻤﺤﯿﻄﻮن ﺑﻪ ﻳﻮﻟﻮن أھﻤﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻟﮫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع، وﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدھﻢ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز ھﺬه
اﻟﻤﮫﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﻧﮫﺎﻳﺔ اﻟﺪورة اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ.
اﻵن، وﺑﻌﺪ أن اﺟﺘﺎز ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺜﻘﺔ، ﺳﯿﺸﺮع اﻟﻤﻠﻚ ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺑﻌﻘﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ
ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻣﻊ اﻟﮫﯿﺌﺎت اﻟﻘﯿﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﯿﺔ، وﻓﻲ اﻟﺬھﻦ ھﺪﻓﺎن أﺳﺎﺳﯿﺎن: اﻷول، ﺣﺚ اﻟﻜﺘﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﺠﺮﺑﺘﮫﺎ اﻟﻤﺆﺳﺴﯿﺔ، ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺴﯿﺮ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﺑﻨﺠﺎح. واﻟﺜﺎﻧﻲ، وﺿﻊ اﻟﻨﻮاب ﺑﺼﻮرة اﻟﺘﻄﻮرات
اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯿﻢ، وﻣﻮﻗﻒ اﻷردن ودوره ﻓﻲ اﻟﺠﮫﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ ﻟﺤﻞ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺣﻼ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ،
واﻟﻤﺴﺎﻋﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺬﻟﮫﺎ ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ-اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ"اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ" ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ، وأﻋﻨﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻋﯿﺎن، ﻓﺎﻟﻨﯿﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو إﻟﻰ إﺑﻘﺎء
اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻌﺪة أﺷﮫﺮ ﻣﻘﺒﻠﺔ. ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم، ﺗﻈﻞ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘﺪرة ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﺴﻮر ﻋﻠﻰ
اﻟﺼﻤﻮد إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺰﻳﺮان (ﻳﻮﻧﯿﻮ) اﻟﻤﻘﺒﻞ. ﻓﺎﻟﺜﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻓﺔ، وﻗﺮار رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻜﮫﺮﺑﺎء، ﻳﺒﺮران ﺗﻮﻗﻊ ﻛﻞ
اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت.