ماذا ارتكبت جامعة الزيتونة؟

ماذا ارتكبت جامعة الزيتونة؟ 


بعد الانتهاء من مناقشة الثقة البرلمانية لحكومة الدكتور عبدالله النسور، صار لزاماً علينا ان تناول بعض ما جاء في هذا الماراثون الخطابي، الذي استمرّ لأكثر من أسبوع، وقد جاء جزء من مواد النقاش الذي تم في مجلس النواب، تعليق نتاج تشكيلة الحكومة التي نالت الثقة على مشجب بعض مؤسسات الوطن التعليمية، ونحن هنا لا ندافع عن أشخاص ... ولا نهاجم مواقف محددة، بل نسعى إلى محاولة موضوعيه تصل حد الانصاف في نظرنا. 

لقد جاءت هذه المؤسسات التعليمية الخاصة نتاج جهد وكدّ وتعب سنوات طوال لمن قاموا عليها، ولم تكن وليدة سرقات أو فساد، وإن كان غير ذلك نرجو أن يتبرع أحدهم ليصحح معلوماتنا، فلو كانت الجامعات الخاصة وليدة فساد أو خلافه لاحتكر ذلك نفر من المتنفذين على الأقل، ولم تنتشر هذه الجامعات من شمال الأردن إلى جنوب وسطها، ولذلك هي مؤسسات وطنية مثلها تماماً مثل الجامعات الحكومية،... على العكس أقول أن هذه الجامعات سدّت ثغرة في قبول الطلبة، وشكّلت مورداً إنتاجياً يرفد الوطن بأموال العرب الوافدين لتلقي التعليم عندنا، تماماً مثل غيرها من مؤسسات الوطن ذات الاختصاص المختلف، كما أنها وفّرت على كثير من أبناءنا عناء الغربة وتصدير أموالنا للخارج، ناهيك عن طاقاتها الاستيعابية التي فتحت طريقاً لمستقبل ابناءنا،وإبقائهم تحت أبصارنا لتعديل سلوكياتهم إن جنح بعضهم أو ضلّ الطريق في مثل هذا العمر. 

ليس هذا بيت القصيد، فكلنا يعرف أن خيرة أساتذتنا هم من يرأسون هذه الجامعات ويوظفون خبراتهم التي اكتسبوها سواء من الجامعات الرسمية في الداخل أو من جامعات أخرى خارج الوطن، فما العيب أن يكون بعض وزراءنا من هذه الجامعات، لقد تم اختيار وزراء كثر في حكومات سابقة من جامعات رسمية وخاصة، فلا ضير أن يكون وزيراً له خبرة في وزارته من جامعة الزيتونة، ولا أحلى ولا أطعم من أن يكون وزراءنا كلهم من الجامعات الخاصة والرسمية، من أقدر منهم على إدارة دفة الوزارة ؟ ... إرجعوا معي إلى الوراء قليلاً فمعظم وزراء الدولة كلهم جاءوا من رحم التربية والتعليم، وكانوا وما زالوا رجالات دولة عزّ مثيلهم، فهل إن قدمت أو تمّ اختيار وزيراً من كادر جامعة الزيتونة لهذه الحكومة ارتكبت هذه الجامعة إثماً بحق الوطن؟؟. 

كلنا يعرف هذه الجامعة ماذا قدمت وتقدم للوطن والمواطن، وكلنا يعرف أن أيادي القائمين على هذه الجامعة امتدت إلى أرجاء الوطن للبناء والإعمار، في القرى والمخيمات والبوادي ... وحتى المدن، فلا شائبة أن يكون من هذه الجامعة وزيراً له خبرة وباع طويل في التربية وتقلّد هذا المنصب من قبل، مع العلم أنني لا علاقة لي به من قريب أو من بعيد ولا تربطني به مصلحة أو قرابة ولا ينتظر أحد من جامعة الزيتونة شهادتي، ... وأنما هو الحق ... والساكت عن الحق شيطان أخرس. فهذه المرة وزيراً من جامعة الزيتونة ... وقد يأتي الدور على جامعة جدارا أو ... أو ... ، وهذه بادرة احترام وتقدير للجامعات الخاصة وتقديراً لمن يعملون بقدسية وطهارة، وللقائمين عليها إسوة بأخواتها الجامعات الرسمية.