من اجل عيونك يا وطني ...


صالح ابراهيم القلاب
لا تعجز عيون هذا الوطن الغالي الخبيرة وما يتمتع به هذا الشعب الطيب من بصيرة عن التمييز بين الغث والسمين ، والتفريق بين العازفين بالباطل على اوتار محبة هذا التراب والنافخين في ابواق الاخلاص والطارقين على طبول الانتماء للثرى والولاء للقيادة وبين العذريين من القابضين بالحق على جمر محبة هذا الثرى الغالي ،العاشقين بنبض قلوبهم وصمت السنتهم ، العاملين بصمت ولسان حالهم يقول : لاجل عيونك يا وطني يهون علينا ان تصاب الجسوم وتكتوي الاحشاء بلهيب الجوع والعطش لتسلم لنا وطناً حراً ابياً رافع الراس وضاء الجبين
الشكر كل الشكر لدولة الرئيس ان بخطابه في بيت الشعب حرك في قولبنا ذكريات امجاد وصفي وهزاع وايام عبد الحميد شرف وقاسم الريماوي ... ذكريات اثارت في النفس اشجان قريظ الملك الشاعر المؤسس ... يا مهيرتي يا حلو مقناكِ ... ريمٍ نظا وصفها لزومِ ... عمان رب الملا يرعاكِ ..... ديرة عرب دايم الدومِ ... تحركت فينا ذكريات الاب الباني ... ابي عبدالله الحسين رحمه الله بصوته الدافىء وطلته البهية وكوفيته الحمراء يوم الكرامة يعلوها تاج العز المرصع بكبرياء هذا الوطن وانفة هذا الشعب ... حركت وحركت فينا ذكر (هيات) حابس وغارات فراس العجلوني وصولات موفق السلطي وريح شهداء الجيش العربي هناك قرب اسوار القدس حيث ترقد عظائم قومٍ عزيزة على قلوبنا كما هو الاقصى والصخرة وحرم ابراهيم ومهد المسيح .... فهل نكون نحن ابناء هذا الشعب واياكم كحكومة هذا الوطن التي حظيت بالثقة على مستوى تلك القامات العالية والدماء الزاكية والاثار الباقية وشماً في ذاكرتنا لا يمحى وتاريخاً في صحائفنا لا ينسى ...؟
دولة الرئيس ... اما وانه لا شك في نزاهة مسيرتكم ونظافة كفكم ... هذا صحيح ... واما الوطنية فانها كقيمة عليا ووسام فخار لا تصفها الكلمات والعبارات وانما تعبر عنها الافعال والاعمال والتضحيات لاجل عيون هذا الوطن سيرا على دروب الحق السبوق ونأياً عن مسالك الباطل الزهوق ووقوفا الى جانب هذا الشعب المثابر الصابر على جمر ما لحق بهذا الوطن الغالي من جراحات لها في القلب عمق على ايدي الفاسدين والمفسدين في الارض...الذين كانوا وما زالوا ينظرون لهذا الوطن ... ركوبة يهون امتطاؤها ومنفعة يلذ اختلاسها وفرصة يحلوا اقتناصها .... نامل ونتمنى ان يجد فيكم هذا الشعب الصخرة الصلبة التي تتكسر عليها قناتهم ويتشتت عندها شملهم وتخبوا حولها ريحهم النتنة .
نامل يا دولة الرئيس ان تكون انت والحكومة مع هذا الشعب لا ان تكون مع الزمن عليه ... نامل ان نأكل واياكم كفاف خبزنا (بلا غموس) وان نرتدي ما يستر العورة من رث الثيابِ في سبيل ان لا تبدوا سوأة هذا الوطن ....وان لا نجعل من ماساتنا ... ملهاة يتسرى بها الفاسقون الباحثون عن مضيعة الوقت ليتقادم ما اقترفت ايديهم من مقدرات وموجودات هذا الوطن الغالي ... لانه بخلاف ذلك فان صفحات التاريخ وذاكرة الشعوب لا ترحم ...