حدادين: الأردن لم يحصل على حصته المائية من سد اليرموك والديسي منذ 35 عاما

قال الخبير الدولي المائي وزير المياه الأسبق الدكتور منذ حدادين إن النزاع المائي بين الأردن وكل من السعودية وسورية مايزال قائما منذ أكثر من 35 عاما، ما تسبب بعدم حصول المملكة على حصتها المائية كما تنص الاتفاقيات الإقليمية.
وقال حدادين خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثالث "للطاقة والمياه والبيئة" في الجامعة الهاشمية أمس إن الأردن أنهى النزاع المائي مع إسرائيل في معاهدة السلام العام 1994 الذي بدأ العام 1921 حول حوض نهر الأردن، بينما ما يزال نزاعه المائي مستمرا حتى الآن مع دول مجاورة أخرى شمالا وجنوبا.

وأوضح أن النزاع المائي مع سورية بدأ 1976 حتى الآن في حوض نهر اليرموك سطحيا وجوفيا من إنشائها العديد من السدود التي تحتجز المياه، مشيرا في هذا السياق أن سد الوحدة حتى الآن لم يمتلئ بسبب عدم الالتزام السوري بحصص الأردن، والنزاع مع السعودية بدأ العام 1998 حول خزان الديسي ومايزال حتى الآن.

وتحدث حدادين عن الاتفاقيات الإقليمية لتوزيع حصص المياه في حوض إقليم الشرق الأوسط وبالأخص المتعلقة بالأردن، والتحديات المتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه عمليات توزيع المياه في حوض المتوسط، وخصوصا الأحواض المشتركة، مشيرا إلى الاعتداءات على حصص دول المنطقة، وعدم توفير حصص الأردن في المياه حسب الاتفاقيات الإقليمية، وما له من أثر على الواقع المائي الأردني.
وقدم حدادين تعريفا وتوضيحا لمفهوم "المياه الخضراء" الموجودة في التربة، التي تنتج المزروعات والمحاصيل والثروة الحرجية، مؤكدا أهمية هذا المفهوم وضرورة احتسابها عند دراسة الواقع المائي لأي دولة، حيث إن جزء من مياه الأردن يتم استيراده بعملات صعبة بشكل غير مباشر من خلال المستوردات التي تستهلك المياه في بلادها، وقال إن تسريع التنمية الاقتصادية والعلاقات الجيدة وتوفر الاحتياطات الأجنبية وتنمية الموارد البشرية جزء من الحل لمشكلة الفقر المائي التي يعاني منها الأردن.

وقدمت في المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام أكثر من 50 ورقة وبحثا علميا وتحدث خلاله 7 محاضرين رئيسيين. كان أولهم الدكتور منذر حدادين وزير المياه والري الأسبق الذي تناول في محاضرته الاتفاقيات الإقليمية لتوزيع حصص المياه في حوض إقليم الشرق الأوسط، وبالأخص المتعلقة بالأردن، وتناول التحديات المتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه عمليات توزيع المياه في حوض المتوسط وخصوصا الأحواض المشتركة.

وقدم مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية للدكتور أحمد الملاعبة ورقة حول التطور التاريخي لاستخدامات الصخر الزيتي منذ القدم، وتعريفه، وتصنيفاته، مشيرا إلى أن الأردن يمتلك سابع أكبر احتياطي عالمي من الصخر الزيتي.
وقدم ملاعبة مقارنة في كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية بين مصدر الصخر الزيتي ومشتقات النفط، مبينا طرق ووسائل واستخدام الصخر الزيتي المستخدمة عالمياً.
وحذر من التحديات البيئية لبناء السدود بالقرب من أماكن تواجد الصخر الزيتي في الأردن، وبالأخص في منطقة سد الوحدة.
وعقد الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأردنية الدكتور محمود حماد مقارنة بين إنتاج الطاقة الكهربائية من المصادر التقليدية والمتجددة خاصة من (الرياح والشمس)، مؤكدا أن الطاقة الشمسية أكبر مصدر يمكن استغلاله لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتحدث عن أبحاث تم القيام بها في الجامعة الأردنية تختص باستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية.

وعرض توضيحا لأنواع وتصاميم أنظمة الطاقة الشمسية من الأنظمة الميكروية الصغيرة إلى الأنظمة الإقليمية والعالمية المتصلة معاً، إلى جانب إحصائيات حول الانخفاض المطرد لتكلفة صناعة وتركيب أنظمة الخلايا الشمسية، مؤكدا أنها أصبحت ذات جدوى اقتصادية وفائدة كبيرة.

وتناول الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور يوسف النجار العلاقة التي تجمع الطاقة والمياه، مبينا استخدامات المياه في الأردن إذ أن 38 % من استهلاك المياه في الأردن يتم استخدامها لإنتاج الطاقة الكهربائية، وأن 39 % من استهلاك المياه يتم لغايات الزراعة.
وأشار في محاضرته إلى مفهوم جديد لم يتم التطرق إليه سابقا، وهو أن حساب كمية المياه الكبيرة والتفكير بكلفتها عند إنتاج الطاقة سواء من مصادر تقليدية أو متجددة، كمية المياه اللازمة لإنتاج الطاقة. وأشار الدكتور النجار إلى تفضيله مصدر الطاقة الشمسية كمصدر بديل مناسب لبيئة الأردن وقليل استهلاك المياه.

ودعا الأكاديميين والباحثين والطلبة إلى توجيه دراساتهم وأبحاثهم نحو دراسة جدية توضح العلاقة بين المياه والطاقة، خاصة عند استخدام الصخر الزيتي والطاقة النووية.

وتحدث الأستاذ في أنظمة الطاقة والمياه في جامعة ويسكونسن-ماواكي الأميركية الدكتور رايو أمانو عن تكنولوجيا معالجة المياه، وكيفية تنقية المياه باستخدام تقنيات حديثة، وكيفية الاستخدام الأمثل للطاقة في تنقية المياه، مشيرا إلى مجال بحثه عن تقنية جديدة في كيفية إشباع الماء بالغازات لتنقيته بشكل مقارب لإشباع المشروبات المختلفة بالغازات. وكذلك استخدام أنظمة طاقة لإشباع الماء بالغاز
.
وقدم أستاذ الهندسة الإلكترونية وتصميم أنظمة المجسات البيئية في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا الدكتور أمين بيرماك ورقة عن كيفية مراقبة التلوث البيئي في المياه والهواء باستخدام أنظمة إلكترونية تتبع التلوث باستمرار، كما تناول التكنولوجيات الحديثة في المراقبة البيئية الفعالة.
وفي ختام المؤتمر أوصى المشاركون بضرورة ربط قضايا الطاقة مع المياه والبيئة بشكل متكامل وشامل ومتوازن عند البحث عن حلول لتحديات نقص المياه وارتفاع أسعار الطاقة وتلوث البيئة.