ثقة ما بعدها ثقة


يا ثقةً، حجبت من بعدها كلَّ الثقات ..........
اليوم وكما أُنزل على مجلس النواب الفاسد عشر ، مُنِحت الثقة لرجلٍ اشترى وجاهةً قبل مماته ، مقابل مبادئه المنحولة ويا ليتها ، كانت كذلك ؛ فهؤلاء الشجعان أقصد النواب كانوا قد اعتدّوا للحرب وسجالها، وأقسموا على النصر أو الانسحاب .
جِيء بالممثل، وجِيء بالضحية ،وجِيء بالبطل، ودفع التذكرة المتفرج وكان للأمة مجلسٌ دوري، اتفق الجميع على أن يكون هو المسرح .
جاء الساحر الكاهن وفكّر ثم فسّر ثم برّر ثم قرّر قتله الله كيف دبّر؟!
ذهل الممثلون ،من هول ما يسمعون، حتى أصبحوا لا يفقهون
كيف لهم أن يجاروا رجلاً فاق فصاحة قسٍّ وسحبان، ثم كان لهم شرف المحاولة فاشتدَّ النقاشُ ورُفِعَ الفراشُ ، فتشوق المتفرجين وأمِنوا كيدَ الكائدين ، لصلابة في ممثليهم ، ورجاحة في ذويهم، وصدق في جلابيبهم
والضحية ترقب من هناك، وقد أُدميت مآقيها وتحجّرت ، ثم لانت وتفجّرت، فدمعةٌ منها تحكي قصةَ إخلاصٍ في النفاق ، وأخرى تسرد ذنوب أطفالٍ في اشتهاء مقتضيات الطفولة ، ودمعةٌ تروي أحلام مراهقات في مكياج البيت ، وأشهرهنّ لأبٍ يتوسل ليبتعد عن الحرام ، وأخرى لأمٍّ ضاقت بحياة فلذات أكبادها ، ودمعةٌ لجدٍّ لا يكفُ عن الشتم واللعنة ولا يملُّ من الهيام في أبحر الماضي والذكريات .
وحَدَثَ في بلدي أنَّ نسراً لا يطير، لا يحلق في الهواء الطَلْقِ؛ بل هو رجل يُعشِّشُ كغصةٍ في الحلق ، رجل يطيب له مد جناحيه ؛ ليطير بعقولنا إلى مدينة الأشباح تارة، وأخرى إلى المدينة الفاضلة ،نسر ظاهر للعيان ونسور بين زقاق العفن ، تعاونوا وآلوا على أنفسهم بأن يخنسوا ذاك الصوت الصادح بالحق ، والحق أقول أن رعية تهمل حقوقها ، حقا على النسور افتراس عقولها .
بقلم : حمزة الرقب