مراعاة لظروف الفقراء ..محلات تبيع العطر بـ"الرشةّ"


يتوجهون الى محلات الاكسسورات والعطور لا لشرائها ، ولكن لابتياع "رشة" من أحد زجاجات عطورها ، فلا سبيل أمامهم لـ"التكشخ " في المناسبات وفق امكانياتهم المادية الشحيحة سوى هذه الطريقة .
الشاب "سهيل مطهر" أحد الذين قابلتهم "البوصلة " في محل عطور بمحافظة الزرقاء ، اقترب من البائع وهمس في أذنه بضع كلمات، على أثرها ، تناول الأخير زجاجة عطر ورش له منها ثلاث رشات، مقابل 75 قرشا ، كون الرشة الواحدة في ذلك المحل تعدل 25 قرشا فقط .
بدا الأمر غريبا ..غير ان البائع "ابوجمال" بادر مندوب "البوصلة" بقوله:"لا تستغرب مما ترى ..الله يعين الناس مو لاقية تأكل خبز حتى تقدر تشتري زجاجات عطر، والله الفقر ماكل الناس أكل ".
وتابع حديثه "انا اقدم للزبائن هذه الخدمة متأسيا بالعديد من المحلات التي تفعل الأمر ذاته ، وتبيع رشات العطر لقاء مبلغ زهيد ، أو مرتفع تبعا لنوع الماركة المستخدمة ".
ويعتبر "الخطاب"، هم الأكثر طلبا لـ"رشة العطر " تلك ، يليهم الطلاب، ثم من لديهم مقابلات عمل ، او مدعوون الى مناسبات للمشاركة في الاعراس او الجاهات ، وفق البائع ابو جمال .
ويضيف أن "الخطاب" من الشباب الذين يترددون على المحل ، يحرصون على اختيار عطور من الماركات الرفيعة المستوى، حرصا منهم على "أسر" قلوب من اختاروهن شريكات لحياتهم ، اثناء توجههم للزيارة في منزل ذويهن.
وقال ابو جمال ان استخدام العطور عند الاردنيين في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهونها يعد من الكماليات ، غير ان هناك فئات من الطبقات المتوسطة والغنية تعتبر العطور من الاساسيات في حياتها .
واستطرد قائلا :" لدي زبائن من الطبقات الغنية يحرصون على توصيتي حال ذهابي للمطقة الحرة على احضار عطور تفوق اسعارها مئات الدنانير" .
ويشار الى ان تقرير رسمي صدر مؤخراً كشف عن أن عدد الفقراء في المدن الأردنية (الحضر) أكثر من الفقراء في مناطق الريف والبادية، وما يسمى بجيوب الفقر في الأردن.
وبحسب التقرير الذي اصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فإن 33.5% من فقراء الأردن يتمركزون في مناطق جيوب الفقر؛ الريف والبادية، فيما يشير إلى أن نسبة فقراء المدن تبلغ 66.5% من الإجمالي.