لو كنت مكان الرئيس

لو كنت مكان الرئيس
لهرولت مسرعا
من استمع الى كلمات السادة النواب رجالا ونساء لظنّ ان تلك الجلسات مخصّصة للنيل من الرئيس المكلّف وليس لمناقشة بيانه الوزاري بشكل اساسي بل وكم من كلمات كانت جارحة للرئيس ولا تعرف هل تحاسبه عمّا بدر منه وتفوّه به قبل ان يُصبح رئيسا ام تصريحاته واقواله وقراراته بعد ذلك .
والرئيس بهذا السن اطال الله في عمره هو غنيُّ عن سماع هذه الكلمات التي هي اشدُّ من الشتيمة خاصّة ان النوّاب قد درسوا كلماتهم قبل ان يدلوا بها وقد تنوّعت المعاني والدلائل والمشاهد والمناقلات التي ذكرت وكأنّ هناك إتِّفاقا بين النواب لتوزيع الادوار والكلمات والمعاني لتصبَّ على الرئيس من كل الجوانب والإتجاهات ولا ادري ما الذي يُجبر الرئيس على الإنصات لكلِّ تلك البهدلات هل هي حب المال بالتأكيد كلاّ لان الرئيس شبعان ولا يضعف امام المال ابدا إذا هل هو حبُّ الظهور والبروزة بالتأكيد كلاّ لأنه اخذ ما فيه الكفاية من الشهرة والإعلام إذا ماذا هل هو إنصياع للإرادة الملكيّة السامية بتكليفه للمرّة الثانية وانّه يحبُّ التحدّي وركوب الصعب للحصول على ثقة الشعب وهذا قد يكون سببا وجيها لركوب الصعب وإحتمال آخر ان الرئيس المكلّف يُعشعش داخله حب الاردن حتى انّه مستعدّ لتحمّل الاذى الشخصي فداء للاردن .
واكثر ما شعرت انه محرج للرئيس المكلّف هوتكرار اكثر من نائب بتذكيره بتصريح له بالامس القريب ان من لا يضع ثقته بالحكومة فإنّه يخذل قائد البلاد وسألوه هل انت خذلت مليكك عندما حجبت الثقة عن الحكومات السابقة وهو تساؤل في محلِّه فما جواب الرئيس سيكون ؟؟؟؟
ان تصريحات الرئيس المكلّف ومداخلاته العديدة على مدى سنوات مشاركته في العمل العام ومدى التناقض الكبير فيما بينها يجعله عرضة للكثير من النقد واللوم ووصفه بتقلّب مواقفه .
ونظرا لتلك الموضوعيّة في الطروحات كان على الرئيس المكلّف توقّع ردّة الفعل النيابيّة وكان عليه ان لا يضع نفسه موضع المرشّح لتشكيل الحكومة وكان عليه ان يترك الفرصة للمرشّح الاخر ويبتعد هو في هذه المرحلة امّا وأنّه خاض هذه المرحلة من التكليف فلا ادري كيف يهبه الله هذه القدرة على التحمّل لسماع ذلك العتاب واللوم الذي يصل حدَّ الإتِّهام احيانا فلو كنت في مكانه لاستأذنت صاحب القرار ورجوته بان يُعفيني من شرف هذا التكليف وهرولت مسرعا من اقرب باب ولكنّ الرئيس اقوى من ذلك ولا يمكن ان يفعلها.
ثلاثة قضايا طرحها بعض النوّاب وكانت هذه القضايا صريحة للغاية في كلمة النائب السرديّة والقضيّة الاولى هي الاحوال الداخلية وارتفاع الاسعار والقضيّة الثانية القضيّة السوريّة بكل ابعادها والقضيّة الثالثة هي القضيّة الفلسطينيّة بابعادها الابديّة وما استجدَّ عليها مؤخرا .
وكل قضيّة من تلك القضايا الثلاث تريد هيئة امم بحالها وليس حكومة رشيقة ليس بين يديها مال ولا ماء بل يتحاوطها الفساد والفاسدين والمتسلّقين وكثير من اصحاب الضمائر الميّتة .
اعان الله الرئيس المكلّف على بقيّة الجلسات وامدّ في عمره .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وحفظه من أيّ مكروه.