الإخوان واستعراض العضلات


عاطف عتمه

أن استعراض العضلات الذي قدمه الإخوان المسلمون بعد صلاة الجمعة والقوى العديدة التي تلف في فلكهم يحمل الكثير من الرسائل والمعاني والمغازي في طيته ؟!
وإذا كان الإخوان قد وصلوا إلى هذه المرحلة من التجييش والتدريب والسيطرة على الشارع وإعداد مقاتلين بهذه الصورة وتقديمهم في العلن فاقرأ على الدنيا السلام ؟!
أن الاستعراض العسكري في هذه الصورة أبلغت رسالة للشارع وللقوى الموجودة على الساحة : " أننا الأقوى وقد نستخدم القوة والعنف إذا استدعت الضرورة " ، وهي رسالة مفادها تصميت القوى الإسلامية الأخرى العاملة على الساحة كالقاعدة والسلفية والنصرة والتحرير وغيرها من قوى الربيع العربي والأحزاب السياسية ، لكنها قدمت انطباعا سيئا للشارع العام والمجتمع المدني ، وان الجماعة تمتلك نزعة العنف وانتزاع السلطة من أي كان وميول أخوان الأردن إلى تطبيق حكم المرشد ؟!
أتمنى أن لا تكون حركة الإخوان تعني ما استعرضت لان ذلك أنهم يلعبون بالنار والفتنة وامن البلد في طريقهم للسلطة وإنهم في طور الإعداد لذلك ، بالإضافة إلى أنهم تلقفوا الإشارة من إننا على مشارف مرحلة العنف في الأردن والفوضى الخلاقة !؟
لا باس من أن يحاول الإخوان الاستعراض لإنعاش ذاكرة الشارع واستعادة الأضواء التي خفتت وخطفتها قوى الشارع المتقدمة في مواقفها عنهم لكن نزعة العنف ليست في مصلحة احد وليست في مصلحة الإخوان أنفسهم لان نار الفتنة لا تميز الخبيث من الطيب بل تحرقهما على حد سواء وتكون " قد جنت على نفسها براقش " .
الإخوان في الأردن يتميزون عن غيرهم من جماعات الإخوان في عالمنا العربي بأنهم حكماء عقلاء قادرون على تقدير المواقف متمنين عودتهم إلى ممارسة أصول اللعبة السياسية وقد فهمنا إشاراتهم أنهم بحاجة إلى اخذ فرصة العودة مجددا إلى طاولة وواجهة اللعبة السياسية فلنعطهم الفرصة ولنقدم لهم جسرا من ذهب للعودة ألينا وليأخذوا دورهم الفاعل كما كانوا ؟!