فرسان مالطا والوهابية

 

تناولت في مقالات سابقة القواسم المشتركة بين (الأخويات) العالمية مثل أسماء وألقاب ومراتب وطقوس متشابهة (المرشد- الأستاذ- الأخ - السيفان- غرفة القسم - البعد الأممي والعداء للاشتراكية والتعامل مع المرأة) (كائن من الدرجة الثانية) بالإضافة إلى ثقافة وعقلية المؤامرة... ألخ.
وقد تلقيت تعليقات مختلفة على هذه المقالات بعضها مندد وبعضها زودني بمعلومات إضافية.. ومن هذه التعليقات، تعليقات (إخوانية)، وأخرى ماسونية بالنظر إلى المتشابهات بينهما، التي لا تعني اتهاما لأحد أو استنتاجات متسرعة بأنهما يعودان لأصل واحد، فالمثل يقول (يخلق من الشبه أربعين).
أما في هذا المقال فسأتناول المناخات المتشابهة بين الوهابية وبين فرسان مالطا، وهما كما (الإخوان) والماسونية تتضمنان ظواهر متشابهة لا تؤشر على أي اتهام، بل على المقاربة والتشخيص فقط:-
1- البداية من أحداث راهنة جدا، مثل استبدال بابا الفاتيكان بضغط من فرسان مالطا، ومثل اغتيال الشيخ العلامة محمد سعيد البوطي على يد خلية وهابية (جبهة النصرة).
ووجه المقاربة والمقارنة يصبح معقولا إذا عرفنا أن لشركة البلاك ووتر علاقة بالطرفين وفق ما جاء في كتاب الصحافي الأمريكي، جيرمي سكاهيل (بلاك ووتر)، وهو متوفر في الأسواق وعلى شبكة النت، فقد ذكر سكاهيل أن البلاك ووتر كانت ناشطة في العراق بعد احتلاله، وكانت جماعات (النصرة) تتبنى عمليات قتل بشعة (قطع رؤوس)، هي من صميم ثقافة وأساليب البلاك ووتر، كما أكد سكاهيل علاقة البلاك ووتر مع فرسان مالطا.
2- الخلفية الإيديولوجية والعسكرية المتشابهة بين فرسان مالطا وبين الوهابية، وهي خلفية التشدد المذهبي، وتكفير كل من يخالفهم، فجماعة فرسان مالطا وكذلك الوهابية لم تتردد في اتخاذ أقسى الإجراءات ضد أفكار وجماعات التعايش والتسامح الديني..
3- ولمن يرى في كل ما سبق شططا في الاستنتاج أو تحاملا في غير موضعه أحيله أيضا إلى روايات دان براون خاصة شيفرة دافنشي، وملائكة وشياطين، وإلى فيلم أمريكي سبق صدور هذه الروايات بسنوات طوال هو (العراب) الجزء الثاني للمخرج كوبولا، وهو في الأصل رواية أمريكية للكاتب بوزو، كما أن للصحافي المصري المعروف، هيكل، مقاربات مبكرة حول هذا الموضوع وتتبع دراسة للدكتور أبو علبة وأخرى للدكتور عماد الحطبة وثالثه للباحث ثروت الخرباوي، متشابهات عديدة بين الوهابية والماسونية (البيضاء) وأخواتها من فرسان مالطا والبلاك ووتر..