ظاهرة التسول واثرها على السياحه

ظاهرة التسول واثرها على السياحه
الدكتور زيد احمد المحيسن
نشاهدهم يوميا - يستجدون الناس باساليب متنوعه وتحت ضرائع رخيصة مع الاسف الشديد تنطلي على اصحاب القلوب الضعيفه من المواطنين – الملفت للمشهد انهم يحملون هواتف خلويه ويدخن بعضهم اغلى انواع السجائر – فهل حقا هؤلاء اصحاب حاجة ؟ ام انه محتال يمتهن هذه المهنة لسرعة الحصول على المال ؟ التسول ظاهرة اجتماعية غير حضاريه اصبحت تتسلل الى مجتمعنا في الاونة الاخيرة بحيث اصبحنا نتسأل وبمرارة – هل اصبح التسول مهنة يصعب السيطرة عليها ؟ ام ان الاجهزة التنفيذية لاتقوم بواجباتها على اكمل وجه في مكافحة هذه الظاهرة ؟ لقد امتهن البعض هذا السلوك اللااخلاقي وتربعوا على قارعة الطريق وامام دور العبادة وامام المطاعم وفي مواقف النقل العام وامام الاشارات الضوئيه حتى المقابر العامه لم تسلم من انتشارهم هناك- شباب وشابات في ربيع العمر وفي اكتمال الصحة الجسديه يتوسلون المارة طلبا للمساعدة – وهنا نعيد التسأول المشروع اين صندوق المعونه الوطني –واين صناديق الزكاة –واين الاف الجمعيات الخيرية – واين حملات البر والاحسان – اين هي ادوارهم في الحد من هذه الظاهرة ؟ هذه الظاهرة تتفشا في المجتمع دون رادع خلقي او وازع ديني او ضابط قانوني – لقد اصبحت هذه الظاهرة تشكل انطباعا سلبيا على بلدنا من خلال تزاحم هؤلاء امام المطاعم التي يرتادها زوار الاردن ويمارسون سلوكيات استجدائيه رخيصة تعكر خلوة السائح او الزائر استدراجا لعطفه عليهم واجباره على التخلص منهم باي طريقه حتى لو اضطر الى مغادرة المكان – ان وجود قانون يمنع ظاهرة التسول هو الشىء المطلوب حاليا قبل ان تتمدد هذه الظاهرة لتشمل بقية اجزاء الوطن – ان اجراء مسوحات اجتماعية ميدانيه للوقوف على حجم هذه الظاهرة هو اول خطوات الحل لهذه الظاهرة - كما ان على الاجهزة التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني والاهلي- ان تلعب دورها الاجتماعي من اجل تضيق هذه الظاهرة التي لا تليق بالمجتمع الاردني الذي ينشد العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكافة ابنائه كما ان على الاعلام بانواعه – المكتوب والمسموع والمرئي والالكتروني – دورا هاما في التنبيه لخطورة هذه الظاهرة اذا ماتحولت الى مهنة من لامهنة له - لها اجهزتها وادارتها المتطورة يومها لن نستطيع العمل على التخلص منها اذا حاولنا القيام بذلك تكون قد لوثت ثقافة المجتمع بطرقها واساليبها الاحتيالية الرخيصة وهنا تكمن الطامة الكبرى وهذا ما لانرضاه لبلدنا العزيز .