تواجد مطربين أو عازفين في المقاهي يجذب الزبائن وينشط الحراك

اخبار البلد- هبة العيساوي-عمان- المساء ما يزال في أوله، فالساعة تشير الى السابعة تماما، كبير النادلين يصطحب عائلة الى طاولة كبيرة في منتصف المطعم، وفي زاوية أخرى رجل وزوجته بانتظار وضع أطباق الطعام على طاولتهما، وعلى بعد مترين منهم يحتل المطرب مكانه ويمسك بآلة العود ليبدأ الغناء.


هذا المشهد بات يتكرر بشكل ملحوظ في معظم المطاعم السياحية والكوفي شوبات في الأردن مؤخرا، فأصحابها أصبحوا يرون في وجود مطرب أو عازف عود في محالهم وسيلة جذب للزبائن بتكلفة تتراوح بين 30 وأعلاها 300 دينار في الليلة الواحدة.


واصبحنا نصادف في كل فترة بيتاً قديماً وقد تحول الى مطعم في المدينة، في وقت بلغ فيها عدد المقاهي في المملكة نحو 134 مقهى وكافتيريا في عمان، خمس منها من فئة الثلاث نجوم، و42 من فئة النجمتين، و87 من فئة النجمة الواحدة، وفقا لجمعية المطاعم السياحية الأردنية.


صاحب كوفي شوب في منطقة عبدون أبومايكل، قال إن ايجاد مطرب وعازف في المطاعم والكوفي شوبات ذات الديكورات الفلكلورية والقديمة، نوع من الجذب للسياح الأجانب والعرب كونهم يحبون الاستماع للأغاني والموسيقى وهم يتناولون الطعام في المطعم.


وبين أبو مايكل أن الزبائن المحليين ليس جميعهم يفضلون وجود مطرب في المطعم أو الكوفي شوب، كونهم في الغالب يبحثون عن اجواء هادئة بعيدا عن الضوضاء في حين أن بعضهم الآخر يحب السهر في محالنا بوجود المطرب.


وأما بالنسبة لأجر المطربين والعازفين أوضح أن الأجرة تختلف وفقا للاتفاق الذي يجري بين المطرب وصاحب المطعم، حيث تتراوح بين 70 دينارا في اليوم للمغني والطبال والادوات الموسيقية، تستمر الحفلة 3 ساعات أو قد يصل الى 300 دينار اذا كان لليلة واحدة فقط كون أجرة الادوات الموسيقية إذا تم استئجارها ليوم واحد تصل الى 100 دينار مقارنة مع 200 دينار في الشهر.


وأشار أبو مايكل الى أنه في محله يحضر المطرب والطبال كل يوم وتستمر من 3 الى اربع ساعات، وفي أحيان أخرى يطلب الزبائن وجود مطرب لاحياء الحفلات الخاصة بهم كأعياد الميلاد.


ويبلغ عدد المطاعم السياحية المصنفة في المملكة 600 مطعم؛ تشمل المقاهي والمدن الترفيهية، فيما يتوقع أن يزيد عددها خلال الفترة المقبلة، أما عدد المطاعم الشعبية غير المصنفة فتجاوز 10 آلاف مطعم موزعة على مناطق المملكة، فيما انضمت معظم مطاعم المولات الموجودة بالعاصمة الى جمعية المطاعم السياحية.


من جانبها قالت ربة المنزل سلمى الجعبري إنها تفضل هي وزوجها محمد الذهاب الى الكوفي شوب والمطعم اللذين يكون فيهما مطرب، مشيرة الى أنهما يسألان عن المحال التي يكون فيها مطرب وعازف رغبة في التغيير والابتعاد عن جو العمل والمنزل والاستمتاع بالطرب.


وقالت الجعبري إنها هي وزوجها يختاران الكوفي شوب الذي يقدم مطربه أغاني الطرب، اذا كانوا في مزاج لسماع الاغاني الطربية الهادئة، فيما يتوجهون الى الكوفي شوب الذي يقدم فيه مطربه أغاني فلكلورية ووطنية في حال كانوا راغبين في الانفعال مع المطرب وسماع الأغاني.


وأشارت الى أن أسعار الكوفي شوبات والمطاعم التي يكون فيها مطرب لا تختلف عن تلك التي لا يوجد فيها، مؤكدة أنه لا يتم اضافة ضريبة أو رسوم للمطرب.


من جهته قال المطرب الذي يعمل في أحد الكوفي شوبات في منطقة عمان الغربية، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إن أجور الفنان الأردني تتراوح بين 30 دينارا كأدنى حد في اليوم الواحد واعلاها يصل الى نحو 450 دينارا في الليلة مع الفرقة والعازفين.


وأشار المطرب وهو ليس عضوا في نقابة الفنانين إلى أنه أحيانا لا يتقاضى الفنان المبلغ المتفق عليه كاملاً في حالة عدم وجود زبائن، حيث يقوم صاحب المنشأة بإيقافه عن الغناء ودفع نصف الأجرة، لافتا الى أن ذلك لا يحصل مع الفنان العربي.