باتجاه التصحيح

باتجاه التصحيح
دولة الرئيس الشهورالقليلة التي مضت من بداية توليكم زمام الأمور بشرت بحزمه من الإجراءات التنفيذية الإصلاحية الصائبة بتقدير الغالبية , وبعد اعادة الثقة بكم وتكليفكم للمرحلة القادمة , زادت المسؤولية وعظمت , فكما تعلم دولتكم ، ان التوجهات والخطط الأصلاحية تملىْ الأدراج , بعد ان أشبعت هرجاً ومرجاً , ولكن على صفحات الورق وعبر الأثير , ودون حلول على ارض الواقع , وبات المواطن في نهاية المطاف فاقداً الأمل في تعديل مجريات كثير من الأمور التي بات من المحتم تعديلها أو إصلاح ما يمكن منها ، فهذا الوطن الغالي يحتاج منا جميعنا أن نتعاضد دون مزايدات للنهوض به، والمواطنة تقاس بالأنجاز فقط , وقيادتنا لا تألو جهداً وعلى كافة الصعد لحماية الوطن وتطويره والعمل على تجاوز كل المعوقات , وتحقيق الأمن والأمان للمواطن .
دولة الرئيس كلنا أمل ان تستمر عجلة الإصلاح دون أي عقبات او محبطات مهما كانت , فهناك الكثير من الترهل والكلاسيكية في الإجراءات الأنظمة المعمول بها في وزاراتنا ومؤسساتنا , والتي اصبحت بحاجة لأعادة نظر , وهناك الكثير من الشخصنة لأصحاب القرار من ادنى الهرم الوظيفي إلى أعلاه , وتغييب واضح في كثير من القرارات والأجراءات لهؤلاء للأنظمة والتعليمات الضابطة لعمل هذه المؤسسات والوزارات , وهذا كلة مؤشر لغياب الخطط المرحلية والإستراتيجية لهذه الوزارات والمؤسسات, وكذلك عدم وجود متابعة وتدقيق من الجهات المرجعية بهذا الشأن .
فمن المحرج أن تجد أن النسبة الأكبر من وزاراتنا ومؤسساتنا لا تخضع في اداءاتها , أو إجراءاتها , إلى خطة إستراتيجية ضابطة، تحدد أهدافها , وخططها للتطوير , وانجازاتها , وبالتالي تقييم كل مرحلة بأسلوب علمي دقيق يحدد مراحل التطوير أو الأخفاق ان حصل ، لذا لا زلنا نعمل للأسف بنظام "الفزعة" , وأظن انه قد آن الأوان لتجاوز هذا الأمر.
دولة الرئيس .... نعلم إنك تملك من الحنكة والكفاءه ما يخولك لقراءة واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والخدمي , بعيداً عن ما يحدث من بعض المسؤولين من تحجيم للمشكلات ، فالمواطن يعاني من كثير من الإحباطات والمعوقات والمشكلات التي تتطلب من يعالجها , ومواطننا قادر بما يملك من تأهيل وكفاءة لتقديم الأفضل , ولكن في ظل آمان اجتماعي واقتصادي ونفسي , وهذا يتحقق كما قال جلالة الملك باحترام الكفاءة وسيادة القانون وتحقيق العدالة وبالتالي تغليب المصلحة الوطنية فوق كل المصالح.

وخطواتكم التي نراها واثقة ستحقق كل هذا , وبزيارتكم الميدانية لكل قطاعات الوطن ستكشف لكم عن الكثير مما سيدخل ضمن اولويات اجراءاتكم التنفيذية التصحيحية على أرض الواقع , وسيتحقق بكم ومن خلالكم ما إرادة القائد لهذه المرحلة التي تميزها الشفافية والنزاهة والمساءلة والشراكة إن شاء الله .

ونحن جميعاً نقول لك دولة الرئيس نعم لكل خطوة تخطوها في المسار الصحيح.

د. نزار شموط
drnezar@yahoo.com