خطباء المساجد ومعلمو المدارس ...!!!



عندما خلق الله عباده ، منحهم حرية العبادة والفكر ، فبالرغم من أن أوامر الله لا ترد ، وأن لا قوة فوق قوته ولا سلطان فوق سلطانه ، إلا أنه لم يجبر عباده على عبادته ، بل جعلهم مخيرين في بعض الأمور وفي ذلك حكمة لا يعلمها إلا الله ثم الراسخون في العلم ، ولكن يبقى ظلام الليل يخيم بأجراسه ، وأضواء النهار تغيب في سراديب القهر فوق أمة عطلت عقلها فتعطلت كل حياتها ، أين خطباء المساجد ؟ وما هو دورهم ؟ ولماذا خطبهم أصبحت روتينيه قاتلة مملة ؟ وهل يعقل أن يكون دورهم في تعليمنا كيفية الصلاة والمحافظة عليها ؟ وكيف نصوم وما هي مبطلات الصيام ؟ ومتى يجامع الرجل زوجته ؟ وأنه لايجوز للرجل أن يجامعها في نهار رمضان ، ومن يفعل ذلك يرتكب جريمة نكراء وتقع على فاعلها كفارة بصيام شهرين متتاليين ؟ وأين معلمي المدارس ؟ وما دورهم ؟ ولماذا التعليم في انحدار ؟ وماذا يعني أن يعلم المعلم بلا جدوى ؟ وماذا يعني أن تحصل على شهادات عليا وعقلك في انفصام ؟ وماذا يعني الأتباع الأعمى رغم حصولك على شهادات عليا وأوسمة كبرى ؟ وماذا يعني أن تخلو المناهج من عملية استخدام العقل ؟ خطباء المساجد ومعلمو المدارس وجهان لعملة واحدة في تصحيح المسار وتوعية المجتمع والتركيز على كيفية استخدام العقل وعدم الأتباع الأعمى ، تبا لكل خطباء المساجد الذين نسوا وتناسوا قول الله حين قال في كتابه " أفلا تعقلون ، أفلا تتفكرون ، أفلا تتذكرون ، أفلا تتدبرون ،يا أولي الألباب ، وأنتم يا معلمي المدارس تعسا لكم ألم تعلموا أن الإنسان بلا عقل كالحيوان ، فإذا غابت العقول لا خير في الأجساد والأجسام ، فكيف تعلمون أجيالا بلا عقول ؟ وكيف تخاطبون عقول مغيبة في سراديب الظلام ؟ وماذا يعني انفصال العقل عن سائر الجسم ؟ وهل تعلمون يا معلمي المدارس أن الاحتلال لم يعد بالسلاح ولا باحتلال الأرض ، الاحتلال أصبح اليوم احتلال العقول وتعطيلها عن مشروعها القويم ، وهل فهمنا يوم قال القائل " متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " وماذا نفهم من قول أعظم رجل على وجه الأرض بعد الرسول الأكرم حين قال " من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات ، من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت " ألم يخاطبوا العقول ، وليس الأجساد ، فعندما نتلقى الأوامر دون تدقيق ، وندافع عن الأحياء الأموات دون أدنى تفكير ، ونقدس أمهاتنا وآبائنا أكثر من أوطاننا وديننا ، ويسيرنا غيرنا كالقطيع الأغنام ، فلا خير فينا ، فالحق يقال أن من أوصلنا لهذه المهزلة اثنان خطباء المساجد ومعلمو المدارس ... غيروا من حالكم سيتغير المجتمع معكم ......
بقلم : محمود العايد
الجمعة / 12/4/2013