الهوية الوطنية

الهوية الوطنية


الإنتماء شعورٌ ودمٌ يجري في العروق , وليس فكرة تخضع للنقاش إنه دمٌ وليس خاطرة ، إنه غريزةٌ اصيلةٌ وليس نزوةٌ عابرةٌ ... الإنتماء يوحد والافكار تتباين ... والافكار نبت الوعي أما الإنتماء فهو منغرسٌ في اللاوعي وفي الوعي ... الإنتماء كيانٌ وكينونةٌ وكرامةٌ ... إنها وطنٌ ... أرضٌ وشعبٌ ودولةٌ ... المنتمي هو أبن الوطن والدم ... واحدٌ لا يتجزأ ، أما اللامنتمي قد يكون ثمرةُ حنظل لفكرةٍ أو وهمٍ ... وهي نباتاتٌ سامةٌ نبتت من مطرٍ الضجر أو النزق أو الجمر ... الإنتماء هو قرار القرار ولا يخضع للمساومةِ أو الهروب ... المسألة مسؤوليةٌ على أكتاف الجميع .
بعضهم أعتبر ويعتبر الوطن " حاكورةٌ " تخضع للبيعِ أو السمسرةِ أو أستراحة أو مكان للترفيه ... إن الوطن أرض التضحية والفداء فهكذا يجب أن يكون الإنتماء ... إن الذين إمتطوا دمِ الشهيد وصفي وباعوه وبعض الذين تسللوا تحت عباءةِ المزاودةِ والنفاق إمتلكوا كل مقدرات الوطن فأصبح خاوياً يلوي على بطنهِ ... وهم غربانٌ تنتظر نعيه ... لأمثالِ هؤلاء ولكل الأعداء نرددُ قولَ الشهيد وصفي " الذين يعتقدونَ أن هذا البلد قد أنتهى واهمون والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوةً واهمون كذلك والذين يتصرفونَ بما يخص هذا البلد كأنه " جورعةٌ " مالٌ داشرٌ واهمونَ كذلك " .
ونقول بأن من يعتقد بأن الهوية الأردنية ستُنزع واهمونَ ومن يعتقد بأن الوطن البديل أصبح بين ظهرانيننا واهمونَ كذلك ... سنحافظ على هوية الوطن ونحافظ على الهوية الفلسطينية ولن يكون أبناء الأردن الخنجر الذي يُستخدم لتدمير القضية الفلسطينية وسننهي كل المخططات والأجندات التي تُدار من فئةٍ حاقدةٍ لتحقيق الوطن البديل .
يا أبناء الأردن ويا أحفاد ابطال معارك اللطرون وباب الواد والكرامة يا أحفاد وصفي لتكن صرخةٌ متواصلةٌ مدويةٌ بكافة مناطق الأردن الحبيب جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً ... آن الأوان للإلتقاء للعمل على هدفٍ واحدٍ مقدس هو الحفاظ على الهوية والكيان الأردني من عبثِ العابثين ... فالوطن البديل ليس وطناً فلسطينياً وليس أردنياً ... بل هو محرقةً للأردنيين والفلسطينيين .
إن هذه الايام ستكون مرحلةً فاصلةً في تاريخ الأردن سياسياً وأجتماعياً وأقتصادياً وأمنياً وندعو الله عز وجل أن لا تدخلَ مرحلة الفوضى الأمنية الغير واعية للتحديات على الساحة .
ونختم الحديث بقول وصفي التل " اللي ما يقبل البلد بضيقها ... البلد ما تقبله بعزها " ونحن نؤكد على ذلك وسنحافظ على الهوية الوطنية الأردنية وقيادتنا التي تجمع ولا تفرق ومؤسساتنا التي هي أساس بنيان الدولة الملكية المدنية الديمقراطية الحديثة .

بقلم المحامي
فيحان ناصر العيطان