كشك النواب

كشك النوّاب
بعد ان منّ الله على مجلس النوّاب ، بمحبة الشعب الاردني وبتقدير خاص من العمالة الاجنبية ، واحترام منقطع النظير من مخيم الزعتري وكل السوريين داخل وخارج الاردن ، نظير الجهد الوافر ، في الفترة الاخيرة من اجل تشكيل حكومة الاردن النسرية الثانية ، واحقاقاَ للحق ان مشاوير اصحاب السعادة من الدوّار الرابع الى الديوان وبالعكس طبعا بالباصات ، كان له كبير الاثر في نفوس الناس جميعا حيث تنازل اسياد الشعب وركبوا بحافلات مثلهم مثل غيرهم ، واكيد ما في باص عمومي الا وتجد انه مخالف وحمولته اكثر من المقرر ، يعني قد يكون اصحاب السعادة راكبين زيادة والكنترول حاسبهم مثل اللي قاعدين على الكراسي .
والان بعد كل ما جرى من قص شعر وحلاقة ذقن وتنعيم على الدايرللنوّاب ، من قبل الحكومة قبل وبعد التشكيل ، اعتقد ان الامر يحتاج الى جلسة اخير ة على الكرسي من اجل ( التمليس ) ، واكيد بعد ان اعمل الكوافير موسه على رؤوس النوّاب وجد كل واحد منهم نفسه امام المرآة شخصية غير التي كانت قبل الحلاقة على الناعم اياها ، ووجد كل نائب زميله المجاور له بكرسي النيابة ، شخصاّ اخر غير الذي الفة تحت القبة ، فهذا تم قص ريشه ( شعره ) بماكينه وهذا على الخيط واخر نتف ، اما اللي ما لحّق الكوافير يزبط له شعراته فأنه اخذ السشوار محاولا سشورة نفسه قبل حدا ما يسشور له ، مما جعل شعره يظهر بشكل غريب ( مثل الغولة ) او كشة طايره ، وبعد هيك حالة نفسية وصل لها النوّاب ، وجدوا انفسهم صاروا بنظر الشعب عبارة عن ...........!؟ .
وظهر على السطح بشكل عفوي من كل المحلوق لهم وكأنهم على قلب رجل واحد ولسان حالهم يقول ( احجب الثقة ) ناسيين انهم اخذوا الحاجب عالبيكار وبدون زعل ....
هل تعتقد ايها المجلس الموقر انك تستطيع ان تسقط الحكومة ؟؟؟ لا اعتقد ذلك ، لذا حجبت او منحت الثقة هذا الرجل ماض في حكومته الى نهاية الخط .
ولمزيدا ّمن التشويق في الحالة البرلمانية ، ستجد قريبا ّان الجلسات السرية والمناقشات ، لكل منها حكاية وقصة طريفة تدلل على عمق العلاقة الودية بين النواب والحكومة ، لذا اقترح على الامانة العامة في البرلمان الاردني انشاء كشك نيابي على بوابة المجلس ( الشارع الرئيسي ) حيث يقدم هذا الكشك للمارة وللمهتمين على جوانب الطرق الاردنية ، ما يحدث تحت القبة وفي القاعات المغلقة حتى يكون الامر البرلماني شفافا وحتى يكون النائب قريب من نبض الشارع .
بالأضافة الى ما يقدمه اي كشك اخر من شاي صيني او اخضر حسب الرغبة ، كما يتم تقديم القهوة المرة مجاناّ ( حداداّ ) على روح الديمقراطية المتوفاه نتيجة حادث الدهس السياسي ولم يتم التعرف على الجاني حتى اليوم . مع وجود كتيبات الفشل النيابي ، ودوسيهات التزبيط الحكومي ، وبوسترات الوعود الخاصة بمنح الثقة ، ولا يغيب عن البال ضرورة عمل برنامج شفتات الدوام ل 24 ساعة حيث يتناوب على الكشك جميع النواب ، وكلٌ يحكي قصته وما حدث معه ، سواء كان هنالك من يستمع له او لم يكن ،
( لأن النيابة في بلدي حكي ) مش اكثر.
ولعل ما حدث للنوّاب يجعل منهم اشخاصاّ مختلفين في علاقاتهم مع بعض ، فيتركوا الخصومات والطوش وسحب الاسلحة البيضاء وغيرها ويكونوا اقرب لحمة من ذي قبل ، ولأن الحكومة ماضية لما تريد وليس بيد النواب الحيلة لصد او رد ما هو قادم ، فمن الجميل ان يجدو ما يشغل اوقاتهم المتبقية ، ومن هنا جاءت فكرة الكشك.
ناهيك عما يقدم الكشك من مشروبات...؟ خاصة وبطعم الفواكة وسجائر لها مفعول خاص ( يعني تدوخ ولا تسكر ) لأن التعاطي بالامور العامة لا يحاسب عليه القانون ولا يعتبر جنحة ، ويجب ان يؤخذ بحسبان العاملين على انشاء الكشك ...فكرة التوسع مستقبلاّ وعمل اكشاك وفروع تعطي ما تعطي في المحافظات وعلى خطوط السير السريع ،لأن عمل النيابة يجري عليه المثل ( ما تأتي به الرياح تأخذه الوزابع ) وبلادنا لها خاصية الزوابع اكثر من غيرها ، فمن زوبعة في فنجان تحدث في المدن الى زوابع يصل غبارها الى عنان السماء في الصحاري
واخيراّ اما ان تُعطي الجزية ( الثقة ) واما ان تترك غيرك يقولها بصمت .



فيصل البقور