الحوار مـــرة أخرى

الحوار مرة أخرى

الكاتب: المستشار شفيق الدويك

أؤيد (عادي أو بشدّة) ، أو أعارض (عادي أو بشدّة)، أو لا أستطيع أن أقرر، أو أن الأمر لا يعنيني.

أكثر من موقف نجدها عادة تجاه معظم القضايا التي نصادفها بشكل شبه يومي بغض النظر عن طبيعتها أو مضمونها.

نتساءل هنا: من هو الموقف الأقرب الى الصحيح، بل من هو الموقف الذي قد حيّــد التحيّز مهما كان، ثم هل إستند الموقف الذي هو أمامنا الى حقائق ملموسة أو أدلّة ملموسة ؟

لا يجوز للمرء أن يتخذ موقفا بطريقة جزافية، أو متسرعة أو إعتباطية، أو دون الإلمام بكافة التفاصيل المتعلقة بالقضية. ولا يجوز للمرء أن يستند في رأيه الى ظواهر الأمور دون معرفة ما وراء الظواهر من نوايا وحقائق.

لا أعتقد بأن الإحجام عن إبداء الرأي في قضية معينة فيه نقيصة ما دام المرء واعيا لما قد سبق ذكره من منهجية حكيمة، متزنة، ووقورة عند صنع قرار الرأي أو الموقف.

نقرأ دائما العجب العجاب في مضامين التعليقات التي يوردها أصحابها على المقالات أو الأخبار، وتنشب بين المعلقين المندفعين المتدافعين معارك ومنازلات مستندة في جلّها الى العواطف والتحيّز المقيت، فيها مضيعة للجهد والوقت، وليس هناك، إلا نادرا، فرصة لسماع صوت العقل الحكيم الحصيف الذي نأمل من الجميع سماعه لأنه يؤسس لمرحلة سيادة الحوار الحضاري المأمول.